أقامت وزارة التجارة الباكستانية بالتعاون مع وزارة التجارة و وزارة الاستثمار السعودية و مجلس الغرف التجارية، معرض صنع في باكستان لمدة ثلاثة أيام في جدة. أتمنى أن يقام مثل هذا المعرض في أكثر من منطقة في المملكة. وأن يقام بصفة دورية، وأن يسمح للمواطنين بالشراء المباشر من العارضين. وكان لي شرف حضور المعرض، والإلتقاء بعدد من المسؤولين و رجال الصناعة الباكستانيين. وسعدت بتعدد المنتجات المعروضة، والتي تتفوق فيها باكستان على أكبر الدول الصناعية. و الدليل هو قيام دول مثل ألمانيا وغيرها، بالإستيراد من باكستان. وعلى ذكر ألمانيا، أذكر أني قابلت طبيباً سعودياً قبل عدة سنوات، وأخبرني أن قطاع الصحة لدينا، كان يستورد المعدات الطبية من ألمانيا، وأنه في أحد الأيام أخذ ينظر إلى بعض المعدات المستخدمة في الجراحة، و فوجئ بأنها صنعت في باكستان. الشركة الألمانية كانت تستورد المعدات من باكستان، ثم تعيد تصديرها لنا في السعودية. و لك أن تتخيل كم من المال كان من ممكن توفيره لو كنا استوردناها من باكستان مباشرة. لست أدري ما إذا كانت تلك الجهة اتجهت للاستيراد مباشرة من باكستان بعد ذلك الاكتشاف؟ الشاهد أن الصناعة الباكستانية على درجة من الإتقان، مايجعلها تفي بالمعايير المرتفعة التي تطبق في الدول الصناعية المتقدمة. كثيراً منا لايعرف أن باكستان، تحتكر صناعة كرات القدم في العالم، حيث تنتج مصانعها 70% من الكرات التي يتمرن ويلعب بها المحترفون والهواة في معظم دول العالم، بل أن الكرة التي لعب بها في كأس العالم في قطر، كانت من إنتاج المصانع الباكستانية. و كنت قرأت أن بعض الأندية الأُوروبية، تتجه مباشرة إلى مصانع كرة القدم هناك، و تتعاقد على تزويدها بما تحتاج من الكرات والأدوات الرياضية. و تتميز باكستان بالتقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات خاصة في السنوات الخمس الأخيرة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع صادرات تكنولوجيا المعلومات و البرمجيات، لتسجل أرقاماً هي الأعلى في تاريخ هذه الصناعه في باكستان، حيث وصل حجمها إلى أكثر من مليار دولار سنويا في السنوات الأخيرة. ومن أهم الصادرات الباكستانية المعروفة لدينا، هي المنتجات الغذائية مثل الأرز واللحوم والتوابل والفواكه والتي نراها بكثرة في أسواقنا. و لعل أبرز ما تصدره باكستان، هو العنصر البشري المتميز، والذي أثبت نفسه من مهندسين و أطباء وفي مختلف المهن. و كثير منهم يشغل مناصب مهمة في الشركات التجارية السعودية. و أتمنى أن يقوموا بدور أكبر لتعريف شركاتهم بالمنتجات الباكستانية، و تشجيع التبادل التجاري بين السعودية و باكستان بصورة أكبر. الدول الإسلامية لديها صناعات و منتجات متقدمة، ولكن أغلبها لا يسوق في العالم الإسلامي. و قد لا تتوفر معلومات عنها لدي أغلب التجار و المستهلكين. أعلم أن من أهم أهداف البنك الإسلامي للتنمية، هو تعزيز التجارة بين البلدان الأعضاء، من خلال توفير تمويل التجارة، و للبنك العديد من المبادرات لتشجيع التجارة البينية بين الدول الاسلامية. و يعمل البنك على تطوير وتعزيز القطاع الخاص في الدول الأعضاء، كوسيلة للنمو الاقتصادي والتنمية فيها. و تحديد فرص الاستثمار في القطاع الخاص لتسريع النمو الاقتصادي، وتوسيع نطاق وصول الشركات الخاصة في البلدان الأعضاء إلى أسواق رأس المال الإسلامي. أتمنى أن يقيم البنك الإسلامي بالتعاون مع الدول الأعضاء معارض دائمة للتعريف بمنتجات الدول الأعضاء و تقديمها بشكل أوسع للجميع.