كانت قُبلة إمام مسجد قوات الطوارئ بعسير العريف عبدالله الشهراني، لكتاب الله الذي مزّقه الدواعش ولطخوه بدماء المصلين، أبلغ رسالة توصل الفِرَق بين فكر جماعة "داعش" الإرهابية التي لا تمُتّ للإسلام بِصِلة وبين منهج الدين الإسلامي الحنيف الذي لا يعرف طريقاً إلى تفجير بيوت الله. كشف النفاق لم يجد الخونة أي وسيلة لاستكمال نفاقهم وكذبهم سوى الادعاء بأن التفجير الانتحاري لم يكن في المسجد؛ وذلك عبر بعض حساباتهم، بعد أن انكشف عنهم الغطاء، في استهدافهم مساجد الشيعة، ويلحقونها باستهداف مساجد السنة التابع لمركز تدريب قوات الطوارئ الخاصة في منطقة عسير؛ لكن كذبهم لم يعد يغطّى، وانتهاكهم للحرمات شاهد على خروجهم عن الإسلام؛ حيث أهدافهم باتت واضحة في شق صفّ الوطن عاجزين عن تحقيقها.
الانتقام من الدواعش لم يتمكّن الدواعش من مواجهة رجال قوات الطوارئ عند القبض عليهم وجرّهم إلى السجون مذلولين، فغدروا بهم أثناء الصلاة، بينما كانت ردة الفعل الشعبية دليلاً ينبئ باشتداد اللحمة الوطنية، وعزم رجال الأمن على هدم مخططاتهم التخريبية، بكل قوة وفدائية لحماية العقيدة من فكرهم، ولهذا الوطن من حقدهم؛ فلن تمر هذه الحادثة دونما الأخذ بثأر الوطن من الخونة أينما كانوا.
بتر يَد الإرهاب استهدف الداعشي الهالك مسجد قوات الطوارئ الخاصة، ظناً من جماعته أنه سينال من عزيمة وإصرار رجال قوات الطوارئ الخاصة، ورجال الأمن عموماً في المملكة العربية السعودية، لكن رجال الأمن يؤكدون من قبل ومن بعد، العزم على حماية الوطن، وبتر يَد الإرهاب التي تمتد لأرض الوطن.
إصرار الرجال وأكد رجال أمن أن الحادثة الإرهابية ما زادتهم إلا إصراراً، على حماية العقيدة الحق، من فكر "الدواعش" الخارج عن الإسلام، وحماية الوطن ممن تسوّل له نفسه.
"الداخلية" أوجعت وأكد مراقبون أن العملية الانتحارية التي أقدم عليها الهالك في مسجد الطوارئ، هي دلالة على حجم الوجع الذي أحدثته وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، لمخططات وأهداف الخوارج في المملكة، وتفكيك خلاياها، وكشف مخططاتها بمجموعة عمليات استباقية.
"الشهراني" يروي وكان إمام مسجد مركز قوات الطوارئ الخاصة بعسير، العريف عبدالله الشهراني، الذي نجا من حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف المصلين في صلاة الظهر أمس، وأسفر عن استشهاد 12 من رجال الأمن، و3 من العاملين بالموقع، وإصابة 7 آخرين، قد روى تفاصيل الحادث الإجرامي.
الركعة الأخيرة وقال "الشهراني": "حصلت الحادثة عند الركعة الأخيرة بعد الرفع من الركوع، وأثناء النزول للسجود وقع التفجير، ولم نستطع إكمال الصلاة، ولكن أكملناها فيما بعد".
وأضاف "الشهراني" قائلاً: "كان بالمسجد قرابة 200 عسكري، وكان منهم من يقرأ القرآن ومن يسبّح؛ فهم أهل صلاح ودين"؛ مشيراً إلى أن المسجد يستوعب أكثر من 1000 مصلّ؛ غير أنه لم يتواجد في وقت التفجير سوى 200 عسكري تقريباً.
وأردف إمام مسجد مركز قوات الطوارئ الخاصة قائلاً: في هذا المسجد تقام حلقات تحفيظ القرآن، من شهر محرم إلى قبيل شهر رمضان، وقد تخرّج من حلقاته حفاظ لكتاب الله، كما تلقى فيه الدروس والمحاضرات من قبل الدعاة وطلبة العلم".
الإسلام بريء وأشار "الشهراني" في حديثه لقناة "الإخبارية" إلى المصاحف التي اختلطت أوراقها بدماء الشهداء، من إثر التفجير الإرهابي الآثم في بيت من بيوت الله؛ مؤكداً أن أقارب المصابين تقبلوا الحادثة بصبر واحتساب ورضى بقضاء الله وقدره؛ لافتاً إلى أن هؤلاء الإرهابيين لم يقدموا للإسلام إلا التشويه؛ فهو بريء من فكرهم ومنهجهم!