تدخل الأرض في نهر مخلفات مذنب (سويفت تتل)، متسببة في ظهور زخات شهابية كثيفة تسمى بشهب الغوليات أو البرشاويات، وذلك في أهم المناسبات الشهابية وأنشطها خلال السنة. وتصل الشهب لذروتها فجر الخميس المقبل، حيث تمطر الأرض بمعدل يزيد عن 60 زخة شهابية في الساعة، فيما توقعت منظمة الشهب العالمية أن يصل معدل تساقط البرشاويات هذا العام إلى 100 شهاب في الساعة، وسيكون هذا العام فرصة مميزة لرصدها بغياب القمر عن السماء طوال الليل، مما سيترك السماء في سوادها الحالك أمام عرض البرشاويات الجميل. الباحث الفلكي بقسم علوم الفلك والفضاء بجامعة الملك عبدالعزيز، ملهم هندي، قال إن تسمية هذه الشهب بالبرشاويات يأتي بسبب أنه يظهر منبعها من المجموعة النجمية (برشاوس)، التي أطلق عليها العرب قديما حامل رأس الغول جهة الشمال، لذلك قد يطلق عليها أيضا بشهب الغوليات، وعادة تنشط هذه الشهب ما بين 23 يوليو و29 أغسطس من كل عام. وتنتج هذه الشهب من مخلفات مذنب (سويفت-تتل)، الذي يتوقع زيارته لنا عام 2122م، فهو يزور الأرض كل 133عاما وقد كانت آخر زيارة له في عام 1992م، ويقدر قطره ب27 كلم، مغطى بطبقات من الصخور والجليد، وكلما زار الشمس قامت حرارة الشمس والرياح الشمسية بإذابة الجليد وتفتيت الصخور، ليترك خلفه نهرا من المخلفات التي تصل أحجامها من 1 ملم إلى 2 سم، وبسبب أن مدار هذا المذنب يتقاطع مع مدار الأرض، تدخل مخلفاته الغلاف الغازي بسرعات كبيرة عند عبور الأرض من هذا النهر، مما يؤدي إلى احتراق هذه المخلفات في طبقات الجو العليا على ارتفاع 100 كلم، وقد تستمر لأجزاء من الثانية أو عدة ثوان قليلة قبل أن تتبخر تماما، ولا يصل لسطح الأرض إلا نادرا وليس لها أخطار على كوكب الأرض أو على البشر.