توقع فلكيون أن تدخل الأرض في نهر مخلفات مذنب "سويفت تتل"، وهو ما سيتسبب في ظهور زخات شهابية كثيفة، تُسمى بشهب "الغوليات"، أو "البرشاويات". وقال الباحث الفلكي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، عضو سديم الحجاز الفلكي، ملهم محمد هندي: "هذه الشهب تصل لذروتها مساء غدٍ الأحد وفجر الاثنين "4- 5 شوال"، وهو موعد ينتظره كثير من الفلكيين، وهواة الفلك على مدار العام؛ لأن شهب "البرشاويات" من الزخات الكثيفة تمطر الأرض بمعدل يزيد على 60 زخة شهابية في الساعة".
وأضاف: "سيكون هذا العام فرصة مميزة لرصد هذه الظاهرة مع غروب القمر، قبل منتصف الليل؛ لأنه سيترك السماء في سوادها الحالك أمام عرض البرشاويات الجميل".
وأشار "هندي" إلى أن تسمية هذه الشهب بالبرشاويات؛ سببها أن منبعها يظهر من المجموعة النجمية "برشاوس"، التي أطلق عليها العرب قديماً "حامل رأس الغول"، ولذلك قد يطلق عليها "شهب الغوليات", مؤكداً أنها عادة ما تنشط في الفترة ما بين 23 يوليو و29 أغسطس من كل عام، ثم تصل إلى ذروتها في فجر 12 أغسطس.
وأردف: "تنتج هذه الشهب عن مخلفات مذنب "سويفت- تتل"، الذي يتوقع زيارته لنا عام 2122م، حيث يزور الأرض كل 130 عاماً، وكانت آخر زيارة له في عام 1992م، ويقدر قطره ب27 كيلومتراً، وهو مغطى بطبقات من الصخور، والجليد، ومع زيارته تعمل حرارة الشمس والرياح الشمسية على إذابة الجليد، وتفتيت الصخور؛ ليترك خلفه نهراً من المخلفات التي تصل أحجامها من 1 ميليمتر إلى 2 سنتيمتر".
وقال: "بسبب تقاطع مدار هذا المذنب مع مدار الأرض، فإن مخلفاته تدخل الغلاف الغازي بسرعات كبيرة، عند عبور الأرض من هذا النهر؛ مما يؤدي إلى احتراق هذه المخلفات في طبقات الجو العليا على ارتفاع 100 كيلومتر، وقد تستمر لأجزاء من الثانية أو عدة ثوان قليلة، قبل أن تتبخر تماماً، ولا تصل لسطح الأرض إلا نادراً، وليس لها أخطار على كوكب الأرض أو على البشر".