حاول أكثر من ألف مهاجر غير شرعي العبور خِلسةً مساء أمس الأول من فرنسا إلى بريطانيا، عبر النفق القائم تحت بحر المانش، لكنهم فوجئوا بتعزيزات أمنية مشددة. وأعرب رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، عن استعداده لتقديم مساعدة إضافية إلى الفرنسيين لمواجهة ما سمَّاه «وضعاً غير مقبول»، داعياً إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في منطقة النفق. وتؤدي محاولات التسلل المتواصلة للمهاجرين غير الشرعيين، إلى تباطؤ حركة القطارات المتجهة صوب بريطانيا. وقال كاميرون في تصريحاتٍ له أمس «نحن مستعدون لتقديم مساعدة إضافية والعمل يداً بيد مع نظرائنا الفرنسيين، لخفض التوتر على جانبي الحدود»، معلناً إرسال مزيد من الأسيجة والكلاب البوليسية لضبط المرور في نفق المانش، الذي شهد أكثر من 1000 محاولة تسلل ليل الخميس- الجمعة. و»باتت الإجراءات الأمنية أكثر تشدداً من الأيام السابقة»، بحسب الشاب الأفغاني رضا (20 عاماً) الذي يحاول الوصول إلى بريطانيا. وذكر مهاجر غير شرعي من إريتريا، ويُدعى بيبي، أنه لم تكن هناك أي فرص لعبور النفق ليلة أمس الأول، لأن عدد عناصر الشرطة بات أكثر من المعتاد. ويقيم بيبي (27 عاماً) في منطقة كاليه الفرنسية منذ 30 شهراً. وقدَّر مصدر في الشرطة الفرنسية عدد محاولات التسلل إلى بريطانيا مساء أمس الأول ب 1400 محاولةٍ، فشلت منها 450 مقابل 300 في الليلة السابقة. ولاحظ المصدر انخفاض أعداد المهاجرين السريين، الذين يسلكون القطار الموجود في نفق المانش «لأن الإجراءات الأمنية على الأرصفة باتت أكثر تشدداً». ومند تشديد الإجراءات الأمنية في مرفأ كاليه المجاور الذي تنطلق منه السفن لعبور المانش؛ ازدادت محاولات عبور المهاجرين عبر النفق ولو كلّفهم الأمر حياتهم. وقُتِلَ عشرة أشخاص منذ مطلع يونيو الماضي خلال محاولاتهم ركوب قطار أو شاحنة. وبدا خلال اليومين الماضيين أن قوات الأمن استعادت السيطرة على منطقة النفق، مع وصول 120 شرطياً إضافياً انضموا إلى نحو 300 منتشرين بالفعل. «لكن هذا الوضع قد لا يطول»، وفق مصدر أمني فرنسي، توقع ألّا تبقى التعزيزات في المكان بعد الأربعاء المقبل. ولا يستبعد رئيس الحكومة البريطانية اتخاذ أي إجراء لوقف تدفق المهاجرين القادمين من فرنسا. وأقرَّ كاميرون بأن «المصطافين والعابرين في بلادنا باتوا يواجهون عراقيل كثيرة، لأن أشخاصاً يحاولون دخولها بشكل غير شرعي». وتنبَّأ بأن يكون التعاطي مع هذا الملف صعباً طيلة الصيف، موضحاً «نعمل على الموضوع ونعرف أنه لابد من بذل مزيد من الجهود، ولا نستبعد القيام بأي إجراء يتيح مواجهة هذا الوضع». وكانت لندن أعلنت الثلاثاء الماضي رصد مبلغ إضافي بقيمة 7 ملايين جنيه إسترليني (10 ملايين يورو) لتعزيز الإجراءات الأمنية على الجانب الفرنسي من نفق المانش. ويُضاف المبلغ إلى 15 مليون جنيه إسترليني سبق رصدها خلال العامين الماضي والجاري، لتعزيز الإجراءات الأمنية في منطقة كاليه.