أعلنت الشرطة الفرنسية وفاة مهاجرٍ سوداني في وقتٍ مبكرٍ من صباح أمس، أثناء محاولته عبور نفق المانش للانتقال من فرنسا إلى بريطانيا، «ليرتفع إلى 9 عدد المتوفٍّين مؤخراً في النفق» بحسب وسائل إعلام أوروبية. وفي غضون ذلك؛ يتأهب مسؤولون فرنسيون وبريطانيون لعقد اجتماعٍ يبحث أزمات المهاجرين. وتعطلت حركة نقل الركاب عبر نفق المانش خلال الأسابيع القليلة الماضية، مع تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين على منطقة كاليه الفرنسية، محاولين ركوب شاحنات وقطارات تتجه صوب بريطانيا. وتحول الوضع إلى ساحةٍ لتبادل الاتهامات، بعدما طلبت إدارة الشركة المشغِّلة للنفق (يوروتانل) من فرنساوبريطانيا تسديد قرابة 10 ملايين يورو (11 مليون دولار) أنفقتها لتعزيز الأمن في مواكبة أزمة المهاجرين في كاليه. وعزت الشرطة الفرنسية وفاة المهاجر السوداني إلى اصطدامه بشاحنة، فيما قالت وسائل إعلام إنه «المهاجر التاسع الذي يلقى حتفه داخل النفق منذ مطلع يونيو الجاري». إلى ذلك؛ تحدث ناطق باسم «يوروتانل» عن «نحو 1500 محاولة تسلل لمهاجرين عبر النفق الثلاثاء الماضي بعد 2000 محاولة الإثنين». في المقابل؛ اتهم وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، الشركة ب «عدم بذل جهود كافية لتأمين النفق في ظل الأوضاع المتدهورة». ولاحظ كازنوف، في رسالة بعث بها إلى رئيس «يوروتانل» جاكيه جونون، تقليص الشركة عدد أفراد الأمن في الموقع من 325 فرداً في عام 2002 إلى 103 فقط في الوقت الحالي. لكن الشركة قدمت أرقاماً مختلفة قائلة في بيانٍ لها أمس إنها ضاعفت موظفي الأمن لقرابة 200 منذ بداية أزمة المهاجرين في مطلع العقد الماضي، و»أنفقت أكثر من 160 مليون يورو على الأمن خلال تلك الفترة». وأقرَّت بأن «ضغوط التشغيل الليلي أكبر مما يمكن لأي جهة التعامل معه»، داعيةً باريسولندن إلى التحرك. والتقى كازنوف ونظيرته البريطانية، تريزا ماي، أمس الأول لمناقشة الأزمة.