أعلنت أنقرة عن مقتل ثلاثة من جنودها جرَّاء تعرض قافلة عسكرية كانت تقلُّهم إلى إطلاق نار من عناصر في حزب العمال الكردستاني المتمرد، فيما تحدثت أصوات كردية عن محاولةٍ من قِبَل الحكومة التركية لمنع وحدة الأكراد في شمال سوريا. ووقع إطلاق النار على الجنود في محافظة شرناك الواقعة في شمال شرق تركيا بالقرب من الحدود مع سورياوالعراق. وأفاد الجيش التركي في بيانٍ له ب «مقتل ثلاثة من عسكريينا الشجعان نتيجة هجوم نفذته المنظمة الانفصالية الإرهابية» في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني. واتهم الجيش عناصر من الحزب بنصب كمين لقافلة عسكرية كانت تنفذ عملية أمنية على طريق في منطقة أكتشاي التابعة لشرناك. وأُرسِلَت طائرات دون طيار ومروحيات عسكرية ووحدات كوماندوز إلى مكان الحادث، في وقتٍ أشار بيان الجيش إلى «مقتل إرهابي خلال اشتباكات» أعقبت استهداف القافلة العسكرية. والهجوم هو الأخير في سلسلة عمليات ردَّ بها حزب العمال على إطلاق أنقرة مؤخراً حملة قصف جوي تستهدف مواقع الحزب في شمال العراق وتجمعات لتنظيم «داعش» في سوريا. وفي سياق الحملة؛ شنت 30 مقاتلة تركية سلسلة غارات مساء أمس على مواقع لحزب العمال في شمال العراق. بدوره؛ اعتبر رئيس حزب الشعوب الديمقراطي التركي، صلاح الدين دمرداش، الحملة العسكرية التي أطلقتها أنقرة قبل نحو أسبوع محاولةً لمنع توحد الأكراد في شمال سوريا. واتهم دمرداش، في تصريحات صحفية أمس، حزب العدالة والتنمية الحاكم في بلاده بمحاولة جرِّها إلى صراع انتقاماً لفقدانه الأغلبية البرلمانية في الانتخابات العامة الأخيرة. ويتبنى زعيم «الشعوب» المؤيد للأكراد مواقف سياسية صارمة ضد حكومة زعيم «العدالة والتنمية»، أحمد داود أوغلو. وكانت الانتخابات، التي أُجرِيَت في ال 7 من يونيو الماضي قد أسفرت عن فقدان حزب أوغلو أغلبيته، لكنه حافظ على المركز الأول، فيما حلَّ حزب دمرداش رابعاً ليدخل البرلمان للمرة الأولى. وكان أوغلو قد اعتبر استهداف مواقع حزب العمال و«داعش» في آنٍ واحد حرباً منسقة ضد الإرهاب.