نفذت تونس حملة أمنية ضد متشددين ومشتبهين بالإرهاب في شمالها، في وقتٍ تعمل مجموعات أمنية محلية في ليبيا المجاورة على تحديد مكان 4 إيطاليين مختطفين قرب مدينة زوارة «غرب» دون التوصُّل إلى نتائج ملموسة حتى الآن. وأفادت وزارة الداخلية التونسية ب «مقتل متشدد واعتقال 16 آخرين للاشتباه في تورطهم في أنشطة إرهابية» خلال عمليات نفذتها القوات الأمنية يومي أمس وأمس الأول في مدينتي سجنان ومنزل بورقيبة. وأشارت الوزارة، في بيان لها أمس، إلى تمكن القوات من تطويق أماكن لتجمع متشددين في مدينة سجنان وقتلها أحد الفارين منهم بعد إطلاقه النار واعتقالها 13 آخرين. فيما اعتقلت القوات في مدينة منزل بورقيبة 3 أشخاص دون إراقة دماء. وضُبِطَت خلال العمليتين 10 قطع سلاح ومتفجرات وذخائر. وكانت العناصر التي تم تطويقها في سجنان تخطط لاستهداف مناطق حساسة في بنزرت، بحسب «الداخلية». في سياقٍ متصل؛ اعتبر الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، في حديثٍ أمس لإذاعة «موزاييك إف إم» عشيَّة عيد الجمهورية، البلاد في حالة حرب ضد الإرهاب. وأبدى السبسي ارتياحه ل «أداء قوات الجيش والحرس الوطني والأمن واجباتها وتضامن الشعب معها»، داعياً مواطنيه إلى «الوحدة للخروج من الأزمة». وتزايدت الهجمات الجهادية في تونس منذ مطلع العام الحالي وكان أبرزها الهجوم على متحف باردو في مارس الماضي ما أدى إلى مقتل 22 شخصاً بينهم 21 سائحاً. كما هاجم مسلح فندقاً في مدينة سوسة الساحلية في يونيو الماضي ما أدى إلى مقتل 38 شخصاً غالبيتهم من السياح البريطانيين. وتبنى تنظيم «داعش» الإرهابي غالبية الهجمات، ما دعا السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ بما يمنح قوات الأمن صلاحيات إضافية في إجراءاتها. وفي ليبيا المجاورة؛ تعمل مجموعات أمنية محلية كبيرة على تحديد مكان الإيطاليين الأربعة المختطفين في البلاد دون التوصل حتى الآن إلى نتائج ملموسة. وأبلغ مسؤول في الغرفة الأمنية المشتركة لمدينة زوارة (160 كلم غرب طرابلس) ب «عمل مجموعات أمنية كبيرة تعمل على تحديد مكان الإيطاليين» الذين اختُطِفوا الأسبوع الماضي بالقرب من المدينة. وحدد المسؤول مهمة هذه المجموعات في «القيام بعمليات تفتيش وبحث وتحرٍّ على مدار الساعة في زوارة والمناطق المحيطة بها»، مؤكداً عدم التوصل حتى الآن إلى أية نتائج ملموسة وعدم تنفيذ اعتقالات. وكانت وزارة الخارجية الإيطالية كشفت الإثنين الماضي عن تلقيها ما يفيد باختطاف 4 من مواطنيها العاملين في مجال البناء في محيط مجمع الشركة النفطية الإيطالية «إيني» في منطقة مليتة. وتعم ليبيا فوضى أمنية نتيجة الصراع المسلح على الحكم الذي تسبب قبل عام في انقسامها بين سلطتين. وتتخذ السلطة المعترف بها دولياً من مناطق الشرق مقرّاً، فيما تسيطر سلطة غير معترف بها على طرابلس ومعظم المناطق الغربية وبينها زوارة. ومساء أمس الأول؛ أقرَّت حكومة طرابلس بأن الإيطاليين الأربعة اختُطِفوا لدى توجههم إلى مقر شركتهم التي يعلمون فيها إثر عودتهم برّاً من تونس. وتقع الحدود التونسية على بعد نحو 60 كلم من زوارة. وأعلنت حكومة طرابلس التي يساندها تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا» مباشرة أجهزتها الأمنية عمليات التحري للتعرف على الجناة وتحرير المختطفين في أسرع وقت ممكن. ورأت أن امتناع روما عن التواصل والتنسيق الأمني معها «كان له دور كبير فيما حدث». وفي يونيو الماضي؛ جرى إطلاق سراح طبيب إيطالي اختُطِفَ في ليبيا في مطلع العام الجاري على يد مجموعة من المتشددين مرتبطة بجماعة «أنصار الشريعة» القريبة من تنظيم القاعدة.