قررت تونس فتح قنصليتين في ليبيا واللجوء الى القضاء الدولي لحل قضية اثنين من صحافييها مخطوفين في هذا البلد فيما كشف مصدر عسكري في وزارة الدفاع التونسية، أن رادارات الدفاع الجوي للجيش التونسي، رصدت الأربعاء، طائرة عسكرية مجهولة آتية من الجانب الليبي متجهة نحو الحدود الجنوبية الشرقية. وأوضح المصدر أن الطائرة المقاتلة لم تحمل رموز تعارف وتغلغلت في المجال الجوي التونسي بعمق 4 كيلومترات. وأضاف المصدر في تصريح الى الإذاعة التونسية، أنه تم اعتراض الطائرة وإجبارها على مغادرة المجال الجوي، مؤكداً أن وزارة الدفاع التونسية ستبلغ الجانب الليبي بالحادث عبر القنوات الديبلوماسية. وأعلن وزير الخارجية التونسي الطيب بكوش أمس، فتح قنصليتين لبلاده في مدينتي طرابلس وبنغازي الليبيتين، وذلك ل«حماية التونسيين المتواجدين هناك». واعتبر وزير الخارجية التونسي قرار إعادة التمثيل في طرابلس وبنغازي نوعاً من المجازفة، موضحاً أن «ذلك مراعاة لمصلحة الجالية التونسية». وأضاف البكوش أن الخارجية التونسية قررت إعادة انتشار بعثات في الخارج، إضافة الى رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي في بعض الدول الأوروبية والأفريقية والآسيوية، وإستحداث بعثات ديبلوماسية جديدة بالتوازي مع تطور العلاقات الاقتصادية مع بعض البلدان. وشدد البكوش على أن فتح القنصليتين لا يعني الاعتراف الديبلوماسي بكل من حكومة عبد الله الثني (المعترف بها دولياً) والحكومة الموازية في طرابلس. وأشار البكوش إلى أن وزارته استقبلت اخيراً ممثلين للقبائل الليبية ولحكومتي الشرق (طبرق) والغرب (طرابلس) وقيادات عسكرية محايدة وشخصيات من المجتمع المدني، بهدف تقريب وجهات النظر بين مختلف أطراف الصراع. واعتبر الوزير التونسي أن مختلف الجهود الدولية المبذولة، «غير كافية لحل الأزمة الليبية»، مجدداً رفض بلاده أي تدخل عسكري أجنبي هناك. وكانت تونس سحبت بعثاتها الديبلوماسية والقنصلية في ليبيا بعد اشتداد الصراع المسلح، وتعرض مواطنيها للخطف. الصحافيان المختطفان وأعلن البكوش أن تونس ستلجأ إلى القضاء الدولي لحل قضية اختطاف الصحافيين سفيان الشورابي ونذير القطاري في ليبيا، إضافة الى الاستعانة بالقنوات الديبلوماسية والمجتمع المدني وشيوخ القبائل. وأشار إلى إمكان أن «تكون الجهة التي اختطفتهما تعلم مكان تواجدهما حالياً أو تتظاهر باختطافهم من قبل جهة ثانية»، داعياً الأطراف الليبية إلى مساعدة تونس في الإفراج عن صحافييها المختطفين هناك منذ أكثر من سبعة أشهر. وكانت مجموعة ليبية مسلحة تابعة لحرس المنشآت النفطية في منطقة البريقة (شرق طرابلس) احتجزت الصحافيين الشورابي والقطاري في أيلول (سبتمبر) الماضي وأطلقت سراحهما بعد يومين من إيقافهما، قبل أن يتم اختطافهما مجدداً من قبل جهات غير معروفة إلى حد الآن. وعلى رغم أن بياناً منسوباً لتنظيم «داعش» في ليبيا نشر مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي، أعلن قتل الصحافيين، فإن السلطات الليبية والتونسية أكدت في مناسبات عدة أنهما لا يزالان على قيد الحياة، من دون تحديد مصدر معلوماتهما أو مكان احتجاز الصحافيين أو الجهة الخاطفة.