باتت شريحة كبيرة من الشباب يفضلون قضاء معظم أوقاتهم في الاستراحات مع أقاربهم أو أصدقائهم و زملائهم وممارسة بعض الأنشطة الرياضية، وربما يصل الحال ببعضهم إلى المبيت بعيدا عن أسرهم أو المكوث حتى ساعات الفجر الأولى، الشرق التقت عددا من الشباب للحديث عن هذه الظاهرة التي أخذت كثيرا من الشباب، والأزواج بعيدا عن أسرهم لمعرفة سر العلاقة الوثيقة بين الشباب والاستراحات التي أصبحت أمرا لافتا، وبخاصة في أطراف المدن. شريحة منبوذة تحدث بندر العتيبي بقوله” أقضي معظم وقتي مع أقاربي بالاستراحة ،ونبقى حتى وقت متأخر؛ نمارس لعب “البلاي ستيشن”، و”البلوت” ،ويسرقنا الوقت كثيرا في غمرة الانشغال باللعب مشيرا إلى أن الشباب وجدوا متنفسا لهم في الاستراحات بعيدا عن أجواء المنازل، وضجة الأطفال حسب وصفه، وعن سر اتجاه الشباب؛ لقضاء أوقاتهم بهذه الطريقة علل العتيبي ذلك “بأن الشباب شريحة أصبحت منبوذة من الأسواق، وكثير من الأماكن مما جعلهم يلجؤون لطرق يقضون خلالها وقتهم، فهم في حاجة ماسة للترويح، والتنفيس”. وأبان بندر أن مرحلة الشباب تختلف عن باقي مراحل العمر من حيث طاقة النشاط التي تحتاج إلى تفريغ فتكون الاستراحات ملاذا لهم يمارسون هواياتهم بعيدا عن المضايقات ،وعن عبارة “للعائلات فقط “. نفور من الضجيج ويرى ناصر العتيبي أن زحمة الحياة، والروتين الممل، والضوضاء التي تملأ أرجاء المدينة تجعل الشباب يبحثون عن متنفس، فيجدون الاستراحات حلا مناسبا يلتقون بعضهم يتسامرون ويتمازحون، مبينا أن تغيير المكان والأشخاص بعيدا عن رتابة العمل والمسؤوليات الأسرية يشعر فيه الفرد بنوع من الراحة ، والتغيير الإيجابي مشيرا إلى أن اختيار الصحبة أمر مهم بالنسبة له. أزمة أسرية ويعتقد محمد الروقي أن تغليب وقت الاستراحة على الأسرة والأهل مستحيل، فالأبناء في حاجة ماسة للمتابعة، والتوجيه، وقضاء حوائجهم، وبخاصة إذا كان الأبناء في مرحلة المراهقة فتكون مسؤولية رب الأسرة مضاعفة، وضرورة بقائه في محيطهم أهم وأحوج. مضيفا أن زيارة الأصدقاء في الاستراحة شي جميل، والتواصل معهم مهم، ولكن بوقت محدد، فظروف المتزوجين تختلف تماما عن ظروف الشباب العزاب من حيث الالتزامات الأسرية، ومهام رب الأسرة تجاه أسرته، فيرى أن زيارة الزملاء أو الأصدقاء يوم في الأسبوع مناسب جدا رافضا في ذات الوقت التردد بشكل يومي على الاستراحات مبررا ذلك بأنه سيصاب بالملل !! مشروعات ناجحة كما أشار المسوق و الخبير العقاري محمد القثامي إلى أن إقبال الشباب على الاستراحات أصبح ظاهرة مشاهدة في جميع المناطق ولم يقتصر على مدينة أو منطقة، فأصبحت أسعار الاستراحات في تصاعد مستمر لكثرة الإقبال، مشيرا إلى أن الحجوزات في مواسم الأعياد والعطل الرسمية تكون بنسبة 100% وقد تمتد فترة الإجازة وأيام العطلة مبينا أن الاستراحات أصبحت مشروعات ناجحة ومربحة كما أنها غير مكلفة في نفس الوقت. وأضاف القثامي أن شريحة من الشباب يتخذون الاستراحات مقار سكنية على مدار العام، ويتم توقيع العقود مع ملاكها بنظام الدفع الشهري وقد يشترط صاحب الاستراحة إخلاءها في أوقات الأعياد بسبب العوائد المادية المجزية التي قد تجعل عوائد الإيجار لمدة ستة شهور في قبضة يده خلال ستة أيام، وعن أهم مطالب الشباب التي يفضلون توفرها في الاستراحات ذكر القثامي، أن أغلب المستأجرين يحبذون الفناء الواسع وبيوت الشعر إضافة إلى ملاعب كرة الطائرة فضلا عن تعدد الغرف وبعدها عن صخب المدينة ليمارسوا هواياتهم في أجواء هادئة.