أبدى وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، استعداد بلاده ل «القيام بالمزيد» في مواجهة المتطرفين، في وقتٍ حدَّد المتحدث باسمه موعداً تقريبياً لبدء الهجوم المباشر على مدينة الرمادي العراقية بغرض طرد تنظيم «داعش» منها. وربط وزير الدفاع الأمريكي، خلال وجوده أمس في بغداد التي يزورها للمرة الأولى، بين بذل واشنطن مزيداً من الجهد في الحرب على الإرهاب وتطوير العراقيين قدرات قواتهم وتحفيز جنودهم من أجل تحرير المدن المحتلَّة من قِبَل المتطرفين والحفاظ عليها. والتقى كارتر خلال الزيارة مسؤولين سياسيين وعسكريين وشيوخ عشائر من محافظتي نينوى والأنبار، إضافةً إلى المستشارين العسكريين الأمريكيين الموجودين في العراق وعددهم 3500 عسكري. في الوقت نفسه؛ كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، ستيف وارن، عن تركيز الجهود العسكرية في الأنبار على عزل الرمادي «مركز المحافظة»، وقدَّر عدد مقاتلي «داعش» الموجودين في المدينة ب «ما بين ألف وألفين»، متوقعاً بدء الهجوم المباشر عليهم خلال أسابيع بمشاركة آلاف المقاتلين العراقيين. وأعلن وارن، الذي رافق كارتر خلال زيارته، عن «انتهاء تدريب نحو 3 آلاف جندي من الجيش العراقي بواسطة الائتلاف الدولي ضد الإرهاب»، لافتاً إلى مشاركة المتدربين في المعارك التمهيدية التي تسبق الهجوم المباشر على مركز محافظة الأنبار و»هذا تطور غير مسبوق ويسعدنا الاطلاع عليه». وخضع لبرنامج التدريب ذاته نحو 1800 مقاتل عشائري تلقوا تدريبات وتجهيزات، بحسب المتحدث الأمريكي الذي أشار إلى مشاركة فصائل شيعية مسلحة في معركة تجري بالتزامن في محيط مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد). وعلى الرغم من تمكُّن القوات العراقية والمسلحين الموالين من طرد «داعش» من عدة مناطق؛ فإن التنظيم لا يزال يحتفظ بمدن رئيسة كالموصل والرمادي والفلوجة. كما ينفذ أعضاؤه تفجيرات دامية في مناطق عدة. وقُتِلَ 21 شخصاً على الأقل مساء أمس الأول في 3 هجمات استهدفت مناطق في بغداد. وتبنى التنظيم المتطرف الهجمات الثلاث التي أتت غداة مقتل 23 شخصاً على الأقل في تفجير سيارتين مفخختين في شرق العاصمة وجنوبها وتبناهما التنظيم أيضاً.