قتل 23 عنصرًا من القوات الأمنية العراقية وأصيب 21 آخرون بجروح في هجوم منسق نفذه انتحاريان وأعقبته اشتباكات قرب بلدة البغدادي الواقعة في محافظة الأنبار التي يسيطر تنظيم داعش على مساحات كبيرة منها، وفق ما أفادت مصادر أمنية. وقال الرائد أياد نوري من شرطة الأنبار إن «انتحاريين يرتديان أحزمة ناسفة فجرا نفسيهما وسط تجمع من عناصر الصحوة في داخل مسجد الجبة» الواقعة إلى غرب بلدة البغدادي شمال غرب الأنبار. وأضاف أن عناصر من تنظيم داعش هاجموا بعد التفجير قوات الأمن العراقية ودارت اشتباكات أسفرت عن «مقتل 23 من عناصر الأمن العراقي وإصابة 21 آخرين». وأشار إلى أن الهجوم المنسق وقع حوالي الساعة 8.00 صباحًا (5.00 تغ). وأكد النقيب سيف العتابي من الجيش وطبيب في مستشفى البغدادي حصيلة الهجوم. وأكدت مصادر أمنية انسحاب القوات العراقية حاليًا من منطقة الجبة التي تبعد عشر كلم عن بلدة البغدادي، بعد الاشتباكات التي استمرت حتى منتصف النهار. وتضم بلدة البغدادي قاعدة عين الأسد، وهي أكبر قاعدة عسكرية جوية في محافظة الأنبار. وعلى الرغم من الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، وسع تنظيم داعش في الفترة الأخيرة نطاق سيطرته في محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، التي تتشارك في حدود طويلة مع سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية. ويسيطر المتطرفون حاليًا على غالبية أنحاء الأنبار، لا سيما مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)، وأحياء من الرمادي، مركز المحافظة. وانهارت العديد من قطاعات الجيش العراقي في وجه هجوم تنظيم داعش في حزيران - يونيو. إلا أن القوات الأمنية، مدعومة بمقاتلين من فصائل شيعية مسلحة وأبناء بعض العشائر السنية، وضربات التحالف، تمكنت من استعادة بعض الزخم وشن هجمات لاستعادة بعض المناطق. من جهة أخرى قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الاثنين إن القوات الأمريكية بدأت تدريب قوات الجيش العراقي في قاعدتين في العراق أثناء مهمتها الرامية لبناء قوة قادرة على اتخاذ زمام المبادرة ضد تنظيم داعش الذين اجتاحوا جزءًا من البلاد في العام الماضي. وقال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم البنتاجون إن نحو 320 من مشاة البحرية الأمريكية يقومون بتدريب أفراد من الفرقة السابعة العراقية في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار الغربية التي تستهدفها قذائف مورتر بشكل معتاد يطلقها تنظيم داعش. وبدأ التدريب في 20 ديسمبر كانون الأول. وأضاف أن 170 من أفراد القوات الأمريكية وجنودًا من فرقة المشاة الأولى التابعة للجيش بدؤوا دورة تدريبية تستمر ستة أسابيع لأربع كتائب من قوات الأمن العراقية في 27 ديسمبر كانون الأول في التاجي وهي منطقة ريفية غالبية أهلها من السنة وتقع شمالي بغداد. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما خططًا في السابع من نوفمبر تشرين الثاني لمضاعفة عدد القوات الأمريكية في العراق إلى أكثر من 3000 بإضافة 1500 من أفراد الجيش لتدريب تسعة لواءات تابعة للجيش العراقي وثلاثة لواءات تابعة لقوات البشمركة الكردية. وجاء القرار بناء على توصية من فرق التقييم العسكرية الأمريكية التي نشرت في العراق لتقييم الأوضاع والاحتياجات بعدما اجتاح تنظيم داعش جزءًا كبيرًا من شمال غرب البلاد. وقال وارن: إنه بحلول الرابع من يناير كانون الثاني كان للولايات المتحدة نحو 2140 من العسكريين في العراق منهم 800 يحرسون الأفراد والمنشآت الأمريكية والباقون وعددهم 1340 يقدمون المشورة للقوات العراقية التي تقاتل تنظيم داعش أو يدربون الجنود العراقيين. وتعتزم القوات الأمريكية أيضًا تدريب أفراد الجيش العراقي في قواعد في أربيل في المنطقة الكردية وبسماية جنوبي بغداد وهي موقع مركز قتالي درب كثيرًا من القوات العراقية.