كما أن لكل شيء في الحياة أصولاً وأساسيات يقوم عليها فكذلك هي التقنية ووسائل التواصل، التي أضحت أقرب ما تكون إلى الحياة الاجتماعية الواقعية التي نعيشها كل يوم، لكن كثيراً من الناس يجهل أساسيات التعامل مع الآخرين ضمن هذه الوسائل، فيخطئ أو يزعج أو ينشر إشاعة أو يتعامل بأساليب غير حضارية، وغير ذلك من الأمور التي قد تتسبب في الأذى للآخرين وتشويه صورة الفرد نفسه أمامهم. وحتى تجيد إتيكيت التواصل التقني عليك أن تدرك أولاً بنود البرنامج الذي تستخدمه وشروط وتفاصيل استخدامه كي لا تخوض غمار تجربة وأنت تجهل تفاصيلها، ولا تستخدم أحدها بوظيفة الآخر، ثم اتبع أسلوب «الزبدة» فخير الكلام ما قل ودل، ولا تكن شخصاً مملاً وتدفع الآخرين لتجنب قراءة كتاباتك لطولها وانعدام فائدتها. أيضاً من الجميل أن تقول كلمات إيجابية أو حكماً أو مواعظ أو تجارب تبث انطباعاً إيجابياً لدى الآخرين، وبغض النظر عن تطبيقك لها من عدمه، فأن تقوم بنشر الإيجابية وأنت لا تفعلها أجدى من نشر السلبية وأنت تفعلها. حسابك الشخصي في أي تطبيق أو وسيلة من تلك الوسائل هو مرآة لشخصيتك ولاسمك ويعطي انطباعاً كاملاً عنك، فحاول أن تكون صفحاته بيضاء إن أردت أن تعطي هذه الصورة للآخرين عن نفسك، فاحترم وجهات النظر وعلق أو اقترح أو اكتب ما يتناسب مع شخصيتك ومع الحدث وما لا يسيء إلى شخص أو حساب أو مذهب أو دين. ومن السلبيات التي يقع فيها الأشخاص بتلك المواقع تتبُّع الآخرين ليس من باب متابعة جديدهم ولكن من باب المراقبة وتصيُّد الأخطاء، إلى جانب بث المقاطع السلبية والمؤثرة بطريقة مزعجة، التي قد لا تهم الآخرين ولا تعطي أي نتيجة إيجابية تُذكر، بل قد تخوف بعضهم أو تسيء إلى آخر أو تعكر مزاج ثالث فتجنبها قدر الإمكان، وتجنب إعادة إرسال أمر ما لم تكن متأكداً من صحته، واسأل نفسك دائماً قبل إرسال برودكاست أو بث تغريدة أو صورة «ما هدفي من إرسالها؟»، و»هل ستُرضي الله؟». في نهاية الأمر مواقع التواصل أنشئت لأجل «التواصل» وتبادل الخبرات والتعرف على المشاهير عن قرب ومشاركة تفاصيل حياتك التي تريد إظهارها مع الآخرين، فلا تجعلها وسيلة لأهداف أخرى، وتذكر أن كل ما تكتبه أنت مسؤول عنه، جاعلاً قوله تعالى «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» كلمة المرور التي تلج بها لتلك الوسائل.