ارتفعت حصيلة اشتباكات عنيفة اندلعت أمس الأول في مدينة بنغازي «شرق ليبيا» إلى 14 قتيلاً على الأقل وأكثر من 50 جريحاً، في وقتٍ قُتِل في مدينة مصراتة «وسط» مسؤول استخباراتي كبير يوالي حكومة المؤتمر الوطني العام في طرابلس بعد تفخيخ سيارته وتفجيرها. وكانت اشتباكات بنغازي بدأت صباح أمس الأول في منطقة الليثي واستمرت حتى ساعة متأخرة من مساء اليوم نفسه. وطرفا القتال القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً «ومقرها طبرق في الشرق» ومجموعات مسلحة مناهضة لها. وكتب مركز بنغازي الطبي على صفحته في موقع «فيسبوك» بعيد منتصف ليل الأربعاء- الخميس «وصل إلى قسم الطوارئ (…) عددٌ من الجرحى والشهداء نتيجة لاشتباكات الأربعاء (…) حيث بلغ عدد الجرحى أكثر من 50 جريحاً وعدد الشهداء 13 شهيداً». وكان مستشفى الجلاء القريب من منطقة الليثي أعلن في وقتٍ سابقٍ عن «سقوط قذيفة داخل المستشفى مما تسبب في مقتل (…) محمد الحبوني البالغ 54 عاماً وإصابة ثلاثة آخرين». واستخدم طرفا القتال المدفعية الثقيلة وسلاح الطيران، بحسب ما أفاد شاهد عيان. وسيطر الهدوء أمس على بنغازي الواقعة على بعد نحو ألف كلم شرق طرابلس. وتشهد ليبيا صراعاً على السلطة منذ إسقاط النظام السابق في صيف عام 2011. واندلع نزاع مسلح قبل عام بين قوات موالية للحكومة المعترف بها دولياً وحكومة معلنة من طرف واحد في العاصمة وتدعمها قوات «فجر ليبيا». في غضون ذلك؛ نعت بلدية مصراتة في بيانٍ لها العقيد الطاهر الوش «الذي طالته يد الغدر والإرهاب». وأكد مسؤول أمني في المدينة الواقعة تحت سيطرة «فجر ليبيا» مقتل الوش بعد تفجير سيارته الخاصة في شارع بنغازي، واصفاً إياه ب «أحد أبرز قادة الاستخبارات العسكرية». ولم تتبنَّ أي جهة هذا التفجير. وتسبب انشغال الحكومتين بالتقاتل فيما بينهما في توفير أرضية خصبة للجماعات المتشددة، وعلى رأسها تنظيم «داعش» الذي تبنى هجمات دامية وقعت مؤخراً في تونس انطلاقاً من ليبيا. لكن رئيس المؤتمر الوطني العام، الذراع التشريعية لحكومة طرابلس، دافع في احتفالية عسكرية أمس الأول عن الاتهامات الموجهة إلى بلاده، قائلاً «ليبيا ليست كما يقول الغير (…) بأنها أصبحت ملاذاً للإرهابيين» في إشارةٍ إلى تصريحات المسؤولين التونسيين. واتهم رئيس المؤتمر، نوري أبو سهمين، بعض الساسة في تونس والوزراء في تونس ب «تعليق ضعف أداء بعض مؤسساتهم الأمنية والعسكرية والشرطية على ليبيا كأن الإرهاب والحركات الإرهابية والحركات التكفيرية غير موجودة إلا فيها».