تفقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي صباح أمس القوات المصرية في شمال سيناء في زيارة غير معلنة بعد أيام من هجمات دامية شنها جهاديو تنظيم «داعش» ضد الجيش في هذه المنطقة. وجاء في بيان للرئاسة المصرية أن «الرئيس عبدالفتاح السيسي يتفقد عناصر القوات المسلحة والشرطة في شمال سيناء» دون تحديد مكان الزيارة غير المعلنة. وقال السيسي خلال زيارته «حضرت لتقديم التحية لأبطال القوات المسلحة تقديراً لهم» وفق بيان للمتحدث باسم القوات المسلحة. وأضاف «أقدم التحية لكل بيت ولكل أم مصرية قدمت شهيداً أو مصاباً من أجل مصر». وبث التلفزيون الحكومي صوراً للسيسي باللباس العسكري يتفقد الأسلحة التي صودرت من الجهاديين ويزور أحد حواجز التفتيش التي يقيمها الجيش. وشن تنظيم داعش في سيناء الأربعاء هجمات على أقسام وحواجز الشرطة والجيش في المنطقة واندلعت مواجهات غير مسبوقة بين الجهاديين والجنود في منطقة الشيخ زويد، تدخل خلالها الطيران المصري لقصف مواقع الجماعات المتطرفة. وبحسب بيان المتحدث العسكري، فإن السيسي قال إنه «حتى الآن يتم العثور على جثث للعناصر الإرهابية ويتم دفنها جراء العملية الإرهابية الأخيرة». وأكد الرئيس السيسي أن العالم أيقن أن أمن مصر هو الدعامة الحقيقية للاستقرار في المنطقة والعالم، وتابع «الأعداء يعلمون جيداً قيمة الجيش المصري وقدرته على دحر التطرف في سيناء وأن مصر ستنتصر». وتدور مواجهات بصورة متكررة بين الجيش والجهاديين في هذه المنطقة حيث قتل ثلاثة أطفال وامرأة في انفجار قنبلة ولدى سقوط قذيفة على منزل في شبه جزيرة سيناء، وفق ما قالت مصادر طبية وأمنية. وليل الجمعة، قتلت امرأة في الخامسة والأربعين وطفلان من عائلة واحدة، لدى سقوط قذيفة هاون على منزلهم في مدينة الشيخ زويد، كما أفادت مصادر أمنية وطبية أشارت أيضاً إلى إصابة امرأة وفتاة في الثالثة عشرة من العمر. ولم تظهر فوراً الجهة التي أطلقت القذيفة. وفي حادث آخر، أسفر انفجار قنبلة وضعت على جانب الطريق استهدفت الشرطة وآليات عسكرية عن مقتل طفل في الخامسة من العمر في مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة. كذلك أصيب في انفجار القنبلة امرأة وثلاثة أطفال. يشن الجيش المصري منذ سنتين عمليات واسعة النطاق في شمال سيناء لصد هجمات الجهاديين التي تستهدف قوات الأمن. وقد تزايدت تلك الهجمات منذ أطاح الجيش الرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو 2013. ويقول الجهاديون إنهم يتحركون رداً على القمع الدامي الذي استهدف أنصار مرسي وقتل خلاله أكثر من 1400 شخص. وأعلنت «ولاية سيناء» الفرع المصري من تنظيم داعش مسؤوليتها عن معظم الاعتداءات الدامية في الأشهر الأخيرة، وآخرها هجمات يوم الأربعاء في الشيخ زويد، إذ أكد التنظيم أنه هاجم أكثر من «عشرين موقعاً عسكرياً وأمنياً لجيش الردة المصري» حيث فجر انتحاريان سيارتيهما وتبعهما تدخل المقاتلين الجهاديين.