قالت السلطات المصرية أمس أنها خسرت 17 جندياً في اشتباكات غير مسبوقة وقعت في مدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء. وسقط أكثر من 53 مدنياً في الاصطدامات التي أعقبت هجمات شنها مسلحون على نقاط تفتيش وحواجز أمنية في المحافظة. واستخدم الجيش المصري طائرات إف-16 ضد المسلحين الذين حاولوا السيطرة على مدينة الشيخ زويد بعد تنفيذهم للهجمات إلا أن ردة الفعل القوية من الأمن المصري أجبرتهم على الانسحاب خلال بضع ساعات. وقال مسؤول كبير في الجيش لوكالة الأنباء الفرنسية "انها حرب! فلم نشهد من قبل مثل هذا العدد من الارهابيين ونوعية الاسلحة المستخدمة". الرئيس السيسي يعتمد قانوناً لمكافحة الإرهاب وحملة مداهمات لأوكار قيادات «الإخوان» عملية فاشلة في مدينة الشيخ زويد اعتلى المسلحون أسطح البنايات وأطلقوا النيران من مدافع (آر.بي.جي) على قسم شرطة الشيخ زويد بعدما لغموا الطريق المؤدي له لمنع وصول اي امدادات للقسم، حسب ما قال عقيد في الشرطة. وقالت المصادر الامنية والطبية ان القتلى من الجنود والمدنيين، فيما قُتِل أكثر من 100 مسلح في المواجهات المستعرة. وحذر مسؤول طبي من ان حصيلة الضحايا قد تكون اكبر بكثير دون ان يكون بوسعه ذكر عدد محدد، واضاف هذا المسؤول لاحقا "الضحايا يتوافدون ولا يمكن حصر الاعداد". وقال مسؤول طبي آخر ان "سيارات الاسعاف تنتظر امام المستشفى. لا يمكنهم مغادرة المكان بسبب الهجمات. الناس هم من يحضرون الضحايا"، مشيرا الى ان "سيدة قتلت بطلق ناري في الراس ونقلها مدنيون الى مستشفى العريش". وتبنى فرع تنظيم داعش في مصر "ولاية سيناء" هذه الهجمات الدامية ضد الجيش. وقال التنظيم الذي ينشط في شبه جزيرة سيناء المضطربة امنيا في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي "تمكن اسود الخلافة في ولاية سيناء من الهجوم المتزامن على اكثر من 15 موقعا عسكريا لجيش الردة المصري". واوضحت مصادر امنية ان الهجمات تمت باستخدام "سيارة مفخخة وقذائف هاون وقذائف ار بي جي"، مشيرة الى ان "الهجمات ادت الى تدمير كبير للغاية في حاجزي ابو رفاعي وصدر ابو حجاج في الشيخ زويد". وتجرى اشتباكات عنيفة بين المسلحين وقوات الجيش تستخدم فيها مروحيات الاباتشي العسكرية بحسب نفس المصادر. من جانبه، اوضح الناطق باسم الجيش المصري في بيان على صفحته على فيسبوك ان "قرابة 70 عنصرا ارهابيا هاجموا بالتزامن 5 حواجز في شمال سيناء". اعتقال مطلوبين اعلنت الشرطة المصرية أمس أنها نفذت عملية مداهمة لشقة في القاهرة أسفرت عن مقتل تسعة مطلوبين. وقالت الشرطة أن المطلوبين من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وأنهم كان يختبئون في شقة بحي 6 أكتوبر. وقالت جماعة الاخوان المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي ان القتلى جميعهم من قياداتها. واكد المحامي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية ان الحوفي قتل خلال مداهمة الشقة وان عائلته دعيت لاستلام جثته. وقال مسؤولان في الشرطة ان المستهدفين في عملية المداهمة صدرت بحقهم مذكرة توقيف وكانوا مطلوبين لارتكابهم اعمالا اجرامية وتخريبية. واضاف المسؤولان ان المطلوبين فتحوا النار عندما وصل فريق من قوات الامن لالقاء القبض عليهم في شقة في ضواحي القاهرة، وقد قتلوا عندما ردت الشرطة على مصادر النيران. قانون لمكافحة الإرهاب اقرت الحكومة المصرية أمس الاربعاء قانونا جديدا لمكافحة الارهاب يطالب خصوصا بتسريع اجراءات الاستئناف، وفق وكالة انباء الشرق الاوسط. وينتظر ان يصادق الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة على القانون بعدما وعد بتشديد التشريعات من اجل "مكافحة الارهاب". وتأتي هذه الهجمات بعد يومين من اغتيال النائب العام هشام بركات في القاهرة وقبل يومين من الذكرى الثانية لعزل محمد مرسي على يد الجيش في الثالث من يوليو 2013. وبركات ارفع مسؤول حكومي يقتل منذ بدء الهجمات التي تعلن منظمات متطرفة تنفيذها ردا على الاعتقالات والاحكام التي صدرت بحق متطرفين. كما تقع غداة انفجار سيارة تحتوي على متفجرات في حي 6 اكتوبر غربي القاهرة في حادث اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص يشتبه بانهم مسلحون، ولاحقا قتل مسلحون شرطياً خارج متحف الشمع في حلون جنوبالقاهرة. وتحدث هذه الاعتداءات رغم اتخاذ الجيش المصري اجراءات امنية للحد من هذه الهجمات منها اقامة منطقة عازلة بعمق كيلومتر على الحدود مع قطاع غزة كذلك فرض حالة الطوارىء وحظر التجوال في قطاعات كبيرة من شمال سيناء. ويتبنى تنظيم "ولاية سيناء" معظم الهجمات الدامية ضد قوات الامن المصري في شبه جزيرة سيناء المضطربة امنيا منذ اطاح الجيش بمحمد مرسي. ووفقا للسلطات قتل مئات الشرطيين والجنود في هجمات شن القسم الاكبر منها الجهاديون في شمال سيناء منذ 2013. وقتل في بعض الهجمات ايضا شرطيون وجنود في القاهرة. أعمدة الدخان تتصاعد من موقع استهدفه المسلحون شمال سيناء (رويترز)