أطلق أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام «القطار والحافلات» الأمير فيصل بن بندر، العمل في آلتين من آلات حفر الأنفاق العملاقة «TBM» ضمن المشروع، وذلك في كل من موقع انطلاق الآلة الأولى على الخط البرتقالي بجوار استاد الأمير فيصل بن فهد في حي الملز، وفي موقع انطلاق الآلة الثانية على الخط الأخضر بجوار مقر وزارة التعليم على طريق الملك عبدالله. وفور وصوله إلى موقع انطلاق الآلة الأولى، استمع إلى شرح عن الأعمال الجاري تنفيذها في الخط البرتقالي، وأطلق أعمال الآلة التي جرى تسميتها «جزلة»، حيث ضغط على زر التحكم في تشغيل الآلة العملاقة، لتنطلق أعمالها في باطن الأرض، واستقل بعدها ومرافقوه الحافلة، وتفقد الخطة المرورية التي أطلقتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مؤخراً، على طريق صلاح الدين الأيوبي «الستين»، بهدف استيعاب الحركة المرورية أثناء تنفيذ الخط الأخضر ضمن الخطة الشاملة لإدارة التحويلات المرورية أثناء تنفيذ المشروع. وانتقل عقب ذلك إلى موقع انطلاق الآلة الثانية على الخط الأخضر «محور طريق الملك عبدالعزيز» بجوار مقر وزارة التعليم، على طريق الملك عبدالله، ثم استقل العربة الكهربائية، لينزل إلى موقع الآلة «سنعة» على عمق يصل إلى ثلاثين متراً تحت سطح الأرض، حيث شاهد تجهيزات الآلة وتقنياتها وآلية عملها، في حفر النفق ونقل التربة، واطلع على آلية تبطين جدار النفق وبناء جداره من حلقات القطع الخرسانية الجاهزة، بعدها أطلق أعمال الآلة «سنعة» لتبدأ أعمالها في اختراق باطن الأرض لحفر نفق بطول خمسة كم، ضمن الخط الأخضر. وشاهد أمير الرياض عرضاً مصوراً موجزاً عن سير العمل في تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام «القطار والحافلات»، وأبرز الأعمال الجاري تنفيذها حالياً في أكثر من 129 موقعاً على امتداد مسارات شبكة القطار الستة والحافلات في مختلف أرجاء المدينة، وتشمل: المحطات الرئيسة، ومحطة الصالة الخامسة بمطار الملك خالد الدولي، ومركز التحكم والتشغيل، ومراكز المبيت والصيانة، إضافة إلى أعمال التسليح وصب الخرسانة لعديد من المسارات والجسور، وأعمال تحويل الخدمات، وتزويد المشروع بالطاقة الكهربائية. كما شاهد لوحات لتصميم مشروع الحديقة العلمية، التي سيتم إنشاؤها في موقع انطلاق آلة الحفر «سنعة» إلى الغرب من مقر وزارة التعليم، على طريق الملك عبدالله على مساحة إجمالية تبلغ 200 ألف م2، وسيقام تحت الأرض في جزئها الجنوبي مركز للمبيت والصيانة للخط الأخضر. والتقى الأمير فيصل بن بندر، مجموعة من المهندسين والمختصين السعوديين الذين تم استقطابهم في الائتلافات المنفذّة للمشروع، من خريجي الجامعات السعودية، ومن المبتعثين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وبلغ عددهم أكثر من 800 موظف حتى الآن، وجرى استقطابهم في مختلف مجالات واختصاصات المشروع الهندسية منها والفنية والمالية والإدارية، ويجري تأهيلهم وتدريبهم على رأس العمل، عبر إشراكهم مع نظرائهم من الخبراء والمختصين في الائتلافات العالمية المنفذة للمشروع. ووجه كلمة للكوادر السعودية العاملة في المشروع، قال فيها «في هذه الليلة المباركة التي نحظى فيها بهذه الجولة التفقدية في موقعين من مواقع مشروع قطار الرياض، الذي بلا شك أسعد كل مَنْ شاهده، وأسعد كل مَنْ استمع إلى التفاصيل بشأنه، وأسعد كل مَنْ نزل إلى الأعماق ليرى كيف حققت هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وكيف عمل وخطّط وغرس هذه النبتة، لتقدم لنا هذا المنجز الرائع من هذا العمل الذي يسجل له، ولكل مَنْ عمل معه». وأضاف «اطلعنا على أعمال المشروع في موقعين مختلفين، الأول بالقرب من استاد الأمير فيصل بن فهد، والآخر بجوار وزارة التعليم، وكنا هذه الليلة مع آلتين هي «جزلة وسنعة»، كان العمل جزلاً والإنجاز سنعاً، وهذه مؤشرات تدل على دقة العمل، وتفوق المنتج». وتابع قائلاً «وهبنا الله سبحانه وتعالى، شباباً من أبناء هذا الوطن، على مستوى عالٍ من العلم والإدراك، ومنهم المهندسون الذين انضموا إلى هذا المشروع، نفخر بهم جميعاً، ونفاخر بهم بين الأمم، فهذه الإنجازات تُقدم، وهذا العطاء أمامكم، وأرجو أن تثمر هذه الأعمال لمستقبلنا الزاهر». وأكد أمير الرياض أن هذه البلاد حباها الله بنعم كثيرة، وأولها نعمة الإسلام، الذي حثّ على التآخي والمحبة، وحثّ على أن نقدم الشكر الجزيل لمَنْ يقومون بعمل بنّاء مثل هذه الأعمال، مضيفاً «اطلعنا على آلية وتقنية رائعة جداً، أنا أشكر زملائي من المهندسين السعوديين، وأقدّر كذلك في الوقت نفسه الخبرات العالمية التي تعمل في هذه المشاريع، وتقديري واعتزازي أيضاً بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض برئاسة المهندس إبراهيم بن محمد السلطان، الذي يتابع هذا المشروع وغيره من المشاريع الكبرى في المدينة، وأعتقد أن الخطوات سريعة مع كثرة الأعمال، إلا أن الخطوات سريعة والإنجاز مقدّر، ونحن نسابق الزمن في هذا المشروع». وخاطب سكان الرياض قائلاً «أطمئن إخواني أبناء مدينة الرياض، بأن هذا المشروع يسير مسيرة موفقة متقنة، وعلى مستوى عالٍ جداً، متطلعين إلى التوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين، ومن ولي عهده الأمين، ومن ولي ولي العهد، الذين يتابعون هذا المشروع وسخّروا له كل الإمكانات التي نحظى بها جميعاً لندفع العجلة في هذا المشروع إلى الأمام».