وسط تضامنٍ خليجي وعربي واسع؛ عبَّرت الجهات الحكومية والفعاليات السياسية والشعبية في الكويت عن موقفٍ موحَّد ضد الإرهاب الذي استهدف أمس مسجداً للشيعة في العاصمة الكويتية. والهجوم هو الأول الذي يتبنَّاه تنظيم «داعش» الإرهابي في هذا البلد. وكان انتحاري دخل إلى مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر (وسط مدينة الكويت) ظهر أمس وفجَّر نفسه بين المصلّين ما أسفر عن مقتل نحو 25 شخصاً وإصابة 202 آخرين وفقاً لمصادر طبية رسمية. وذكر شهود عيان أنهم شاهدوا انتحارياً دخل إلى المسجد أثناء صلاة الجمعة ثم فجَّر نفسه. وتبنَّى تنظيم «داعش» الهجوم في بيانٍ صدر عنه لاحقاً، معرِّفاً المنفذ باسم «أبو سليمان الموحد». وأظهرت صور دماراً هائلاً في المسجد. وفيما توجَّه أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى موقع الهجوم على الفور؛ عقدت الحكومة اجتماعاً وصفته بالطارئ، في وقتٍ رفعت وزارة الداخلية من مستوى التأهب وحرَّكت أجهزتها الأمنية كافة. وأعلنت مستشفيات عدة حالة الطوارئ لمعالجة الجرحى، ودعت بنوك الدم المواطنين إلى التبرع. وأعلنت وزارة الداخلية عن «متابعة الأجهزة الأمنية التابعة مجريات الحادث لكشف الملابسات المحيطة به». وكانت الوزارة أفادت منذ 3 أسابيع بأنها شددت الإجراءات الأمنية حول المساجد إثر تفجيرات استهدفت مساجد في اليمن والسعودية. إلى ذلك؛ وصفت الحركة الدستورية الإسلامية الكويتية استهداف مسجد في منطقة الصوابر ب»عمل إجرامي دنيء»، وعبَّرت الأحزاب والمنظمات إضافةً إلى النواب ورجال الدين عن مواقف مماثلة، ما بدا اصطفافاً وطنياً في مواجهة الإرهاب الذي لم يضرب الكويت منذ يناير 2006. واعتبر الداعية الشيخ عجيل النشمي تفجير مسجد الإمام الصادق عملاً إجرامياً و»مقصده إثارة الفتنة»، متوقعاً أن يُفشِل «الشيعة والسُنَّة مخطط الإرهابيين بتوحدهم وتعاضدهم». بدوره؛ دعا النائب المستقل سلطان الشمري الحكومة إلى «الضرب بيد من حديد». وكانت المحاكم الكويتية حاكمت خلال الأسابيع الماضية عدداً من الأشخاص بتهمة الانتماء إلى تنظيم «داعش»، وحكمت على واحد منهم على الأقل بالسجن سنوات عدة. من جهتها؛ تضامنت الدول الخليجية والعربية مع الكويت، ونددت عبر بياناتٍ رسمية بالهجوم الإرهابي. وصدر بيان مماثل عن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي.