تجري انتخابات مجالس إدارات الأندية الرياضية وفقاً للأنظمة والقوانين المنظمة للرياضة، التي تصدرها كل دولة وتكون هذه الأنظمة والقوانين متوافقة مع ما يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). ومن القوانين والأنظمة التي تنظم عملية انتخابات مجالس إدارات الأندية الرياضية اللائحة الأساسية الموحدة للأندية الرياضية، التي نصت في الباب الثاني على أحكام وضوابط انعقاد الجمعية العمومية للأندية الرياضية، فقد حدد الفصل الأول اختصاص الجمعية العمومية وشروط اكتساب عضوية النادي وانقضائها وصحة انعقادها وحجية قراراتها وصحتها، وكيفية التصويت في الجمعية ومن لهم حق التصويت من الأعضاء، أما الفصل الثاني وهو موضوع هذا العمود فهو يتعلق بانتخاب مجلس الإدارة. إذ إن اللائحة وضعت ضوابط محددة للانتخابات، فقد حددت اللائحة عدد أعضاء المجلس بحد أدنى وحد أقصى، ونصت في المادة التاسعة والعشرين على أن يكون عدد الأعضاء 7 كحد أدنى و13 كحد أقصى، وحددت اللائحة إجراءات الترشيح والانتخاب لمجلس الإدارة المكون من الرئيس ونائب الرئيس والأمين العام والأعضاء. وتبدأ عملية الاقتراع لمجلس الإدارة بصورة فعلية بعد إعلان القائمة النهائية للمرشحين لمجلس الإدارة التي يتم الإعلان عنها بعد اكتمال كافة الطعون، إلا أن اللائحة لم تتطرق إلى كيفية الترشح للمجلس وبالتالي فإنه هناك خياران للترشح لمجلس الإدارة، فقد يكون الترشح للمجلس فرديا، ويكون هذا الخيار بأن يترشح للمنصب أكثر من متنافس ويفوز من يحصل على أكبر عدد من الأصوات، أو أن يكون الترشح عبر القوائم الانتخابية وذلك بأن تتنافس على مجلس الإدارة أكثر من قائمة، ونظام القوائم دائماً ما يكون أكثر جدية من الترشح الفردي، إذ إن القائمة دائماً ما تضم شخصيات متوافقة في الرأي وتعمل بتجانس ولديها برنامج موحد متفق عليه بين أعضائها، وتجنب أعضاء المجلس الفائزين التناحر واختلاف الرأي في المستقبل، فنظام الترشح الفردي قد يفرز فوز شخصيات يفتقد فيما بينها التوافق الفكري والتجانس الإداري، مما يعطل مسيرة عمل المجلس المستقبلية. من الملاحظ في انتخابات أغلب مجالس الإدارات في المملكة، يكون التنافس من أجل الفوز بمقاعد (الرئيس، ونائبه، وأمين الخزينة، وأمين السر)، وغالباً ما يتم تعيين بقية الأعضاء من قبل الفائزين بالمناصب الرئيسة، وهذا الإجراء يعد باطلاً، حيث إن اللائحة أوجبت أن يكون المجلس كاملاً منتخباً. إن التوافق بين أعضاء مجلس الإدارة أمر مطلوب في كافة الأندية الرياضية. فالعمل في مجالس إدارة النادي عمل طوعي أكثر منه تكليف رسمي، ويسعى فيه الجميع من أجل مصلحة النادي، وسوف تجرى خلال الأيام المقبلة انتخابات مجلس إدارة نادي الاتفاق التي نتمنى أن تفرز لنا مجلسا يعمل في تناغم وانسجام، من أجل عودة النادي لوضعه الطبيعي في ريادة الأندية السعودية، وسوف تتنافس قائمتان على مجلس إدارة النادي، إذ إن أيا من القائمتين لم تصل إلى الحد الأقصى من العدد المطلوب لعضوية مجلس الإدارة، مما يجعل من إمكانية جلوس مرشحي القائمتين والتفاوض من أجل التوصل لمجلس توافقي يفوز بالتزكية، حسب نص الفقرة الثانية من المادة الثالثة والثلاثين من اللائحة الأساسية الموحدة للأندية الرياضية التي تنص على: (تفوز بالتزكية قائمة المرشحين إذا كان عددهم مساوياً لعدد الأعضاء المطلوب ترشحهم). لذا فإنني أهمس في أذن المترشحين لمجلس الإدارة التوافق على مجلس إدارة دون الحاجة إلى خوض عملية انتخابية قد تفرز لنا مجلسا متناحرا، فليعمل جميع المترشحين على التوافق ووضع مصلحة النادي نصب أعينهم، وصولاً إلى مجلس يعمل في تناغم وانسجام من أجل عودة النادي لوضعه الطبيعي في ريادة الأندية السعودية.