- لا أحد يستطيع أن يقول لك لماذا رفض مجلس الشورى المشروع الفلاني أو وافق على ذاك؟ إذ لا متحدث رسمياً للمجلس، ولا تعليل واضحاً أو مقنعاً لأي شيء.. كل ما نعرفه أن لدينا مجلس شورى، وأنهم يجتمعون ويتناقشون في أمور كثيرة ويصلون إلى نتائج يصوتون عليها، ولكن دون تفاصيل أو إيضاحات كافية لإقناعنا نحن المواطنين بما يجري تحت القبة أو تحت سطح الجمجمة. مجلسنا الموقر لم يقل لنا يوماً بشكل واضح ودقيق لماذا تحمس لدراسة المشروع الفلاني ولماذا عرقل أو رفض ذاك؟ ولم يشغل باله أبداً بالنقاش المفتوح والشفاف مع المجتمع عن حيثيات الرفض أو القبول.. التواصل مقطوع تماماً بكل أسف، ولذلك لا أستغرب أبداً أن يرفض المجلس مشروع الوحدة الوطنية دون مبرر مقنع فهذا ما جرت وتجري به العادة. شخصياً لا أشعر بصدمة من أي نوع حيال هذا الرفض الشوري المعتبر، بل أراه طبيعياً جداً وداخل السياق الذي عهدناه؛ مثل أشياء كثيرة رفضها المجلس على الصامت دون شرح أو تفسير. فلماذا تطالبونه الآن بأن يفسر رفضه الأخير طالما أنه لم يفسر لنا أي رفض سابق؟! يعني تغير شيء مثلاً؟! الحقيقة المرة التي نتعامى عنها أو نغفلها عن قصد أن كل القرارات المهمة في البلد التي كنا ننتظرها بشغف أو أغلبها على الأقل لم تمر على مجلس الشورى أبداً، ولم يكن له دخل فيها لا من قريب ولا من بعيد، وربما لو كان له دخل فيها لما جاءت بهذه السلاسة واليسر، ولما حققت طموحات وتطلعات المواطنين.. «عينوا خير»، والله الهادي إلى سواء السبيل.