قبل يومين أصابتني (لحسة) معتادة في المخ فقررت الهروب بجلدي إلى المالديف كي أقضي إجازة نهاية الأسبوع في جزيرة معزولة عن العالم أنسى فيها أخبار الربيع العربي الذي تسقى أشجاره بدماء الأبرياء، وابتعد فيها عن أخبار الصحف المحلية التي أصبحت تعج بجرائم العنف الأسري التي تقشعر لها الأبدان!. كانت جزيرة صغيرة جدا وخالية من السيارات؛ أي أن أهلها لم يخسروا نصف قرن من تاريخهم في مناقشة قضية قيادة المرأة للسيارة، والناس فيها طيبون جدا، وليست لديهم أية عقد نفسية ربما؛ لأنه لا يوجد بينهم طبيب نفسي كثير الشطحات مثل الدكتور طارق الحبيب!. كنت بحاجة لأن أنسى كل شيء ابتداء من أزمة الشعير وانتهاء بمشكلات التسجيل الإلكتروني في الصندوق العقاري، لذلك وضعت عقلي في (السفتي بوكس) مع جواز السفر والمحفظة وخرجت من الكوخ إلى البحر مباشرة وكأنني بطل أولمبي في السباحة رغم أنني رجل يمكن أن يغرق في نصف قارورة من المياه المعدنية!. وبينما أنا (أطبش) في الماء تذكرت اجتماع مجلس وزراء المالديف في قاع المحيط وتمنيت لو كانت لدي الإمكانيات المادية كي أدعو السادة أعضاء مجلس الشورى الموقرين إلى جلسة نقاش ودي في قاع المحيط الهندي بمناسبة توصيتهم القراقوشية بتغريم كل مواطن سعودي يتزوج امرأة أجنبية مائة ألف ريال عدا ونقدا.. بالتأكيد ستكون حلقة نقاشية رائعة بحضور كل الكائنات الرخوية على إيقاع أغنية راشد الماجد: (غرق الغرقان أكثر)!. لا أعلم ما الذي حل بي أثناء تلك (التطبيشة) فقد كان من المفترض أن أفكر في الأسماك الجميلة والشواطئ الساحرة أو أي شيء آخر غير مجلس الشورى، ولكن يبدو أن ثمة خلية واحدة من الدماغ بقيت عالقة في حواف الرأس دفعتني للتساؤل: لماذا يرفض مجلس الشورى المبادرات التي فيها فائدة مالية للمواطنين (مثلما حدث خلال مناقشة مكافأة العاطلين) بينما يتحمس أعضاؤه ويصوتون بالأغلبية الساحقة إذا كانت المسألة فيها غرامات مالية؟!. قالت لي سمكة تائهة: إن هذه الغرامة ستكون من صالح الغني الذي سوف (يكع) المائة ألف ريال ويتزوج أربع أجنبيات بينما ستكسر ظهر الفقير الذي هرب من غلاء المهور ليواجه غرامة مجلس الشورى، وسألني الحلزون: كيف صوت مجلس الشورى على هذه الغرامة الباهظة بينما ترك قضية زواج الصغيرات معلقة؟، أما السلحفاة العجوز فقد علقت بصوت مبحوح: كان من المفترض أن يسعى مجلس الشورى لحل مشكلة أبناء السعوديين المتزوجين من أجنبيات الذين يعانون معاناة سحلية جرفتها أمواج البحر بدلا من إثقال كاهل المواطنين بهذه الغرامة العجيبة، أما الهوامير فقد قالوا بصوت واحد: (تراك مكبر السالفة ... عيش حياتك أحسن لك)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة