أتعجب من بعض المشايخ والدعاة من طلاب العلم وهم يحصرون الأجر وقمة التعبد في زيادة عدد مرات ختم القرآن في رمضان من خلال خطبهم ومواعظهم ودروسهم، فنجد كثيراً من الناس يسعون لختم القرآن الكريم أكثر من مرة في رمضان الكريم بحجة زيادة الأجر والثواب، ففي كل 3 أيام إلى 4 يتم ختم القرآن الكريم. لن أدخل في باب النيات والقبول، لكن ما أعرفه أن السرعة والعجلة في قراءة وختم القرآن دون التدبر والتأمل والإتقان في قراءته ليست بأعلى معاني الأجر والمثوبة. فالقرآن الكريم كتاب يختلف عن كل الكتب في معانيه وقيمه ومبادئه، فلا يمكن للقارئ بعجلة وسرعة أن يستوعب المواعظ والدروس والعبر والمفاهيم الإنسانية والروحية والأخلاقية والتعبدية فيه، ولا يمكن للمتسرع في قراءته أن يحدث الانسجام الفكري والروحي في كل صفحاته بحروفه وكلماته لينصهر المرء في معانيه فيقيم القرآن في حياته وواقعه. إن العبرة من قراءة القرآن ليست بكثرة مرات ختمه بل بالتدبر والعمل بمنهجه وأحكامه. قال ابن جرير الطبري رحمه الله: «إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله – تفسيره – كيف يتلذذ بقراءته). همسة: في رمضان تأتي ذكريات لقلوب تعلقنا بها نحبها كانت تعيش بيننا ثم غابت، وهذا أول رمضان للسعودية دون الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله تعالى، فلا تنسوه من دعائكم.