في أيام السنبوسة لا يحق لك أن تغضب أبداً؛ بل عليك أن تتعلم فن الصبر على الزوجات، وذكّر نفسك دائماً بأن هذا القمر الذي يتحرك أمامك الآن منهمك في القيام بما يلزم تجاه كرشتك المنتفخة كي ينال رضاك. العكننة ممنوعة نهائياً في هذا الشهر الفضيل، خصوصاً حينما تبدأ الشوربة في تعطير أجواء العصر برائحتها المميزة، وتبدأ زوجتك في اللهاث من أجل راحتك وأولادك المنتفخين إلى جوارك؛ لا تكن ناكراً للجميل وساعد ولو بابتسامة أو كلمة شكر، أو على الأقل أرحها من تكشيراتك المزمنة! المرأة كائن وديع جداً؛ فلا تركز على البرطم الأسفل لكل امرأة غاضبة، وجُل ببصرك على مواقع الفرح وبساتين الورد والتفاح كي تنسى تنكيدات البرطم الأسفل، وما قد يفعله بمن يغضبه أو يتصدى لأحلامه الكبار. في رمضان تشرق المرأة، الزوجة من جديد، وتفوح إبداعاتها بما لذ وطاب، ويتضاعف تعبها المبذول لمن حولها بمنتهى الحب، ولذلك يجب على السادة التماسيح أن يكونوا في مستوى الحدث وأن يقدروا كل هذه التضحيات من وقت القمر وصحته وهناه. في العادة تتمدد معدة التمساح كلما حرك أنفه قبل صلاة المغرب، وهذا هو النشاط الوحيد الذي يقوم به في مثل هذا الوقت من كل يوم؛ قبل الغارات التي لا تبقي ولا تذر.. يا سيدي التمساح ليست مهمتك أن تأكل فقط؛ كل بالهناء والشفاء ولكن اشكر أيضاً من هيأ لك المائدة. من واجبات الفراشة في رمضان وفي غيره أن تعيد ترتيب فوضى الصحون والأطباق بعد كل غارة يقوم بها التمساح، وفي العادة لا تنتهي هذه المهمة إلى آخر العمر؛ فاللهم اكتب أجر كل فراشة في هذا اليوم وكل يوم، وأعنها على «التبعل» الجميل لتمساحها المصون السمين.. وشكراً لزوجاتنا وبناتنا الحبيبات، وكل عام وأنتن الأجمل والأحلى في حياتنا.