إذا كانت جبال نجران ثابتة فأهلها أشد ثباتاً ورجولة، بحسب أمير المنطقة الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد. وخلال استقباله أمس فريق الرحلة السياحية الاستكشافية؛ أكد الأمير جلوي اهتمام الدولة بخسائر الأرواح التي يُحدِثها سقوط بعض المقذوفات على نجران قبل اهتمامها بالخسائر المادية «فالأخيرة هي آخر ما نفكِّر فيه، ومن خَسِرَ سيُحاط بسخاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز». ووصف مُطلِقي المقذوفات من داخل الأراضي اليمنية ب «أعداء وجوههم تراب وسقطت مقذوفاتهم في تراب»، وشدَّد «لم تهز مقذوفاتهم أهالينا الأبطال شعرةً واحدة»، مستدلاً ب «تسامرهم في البراري والمتنزهات بكل راحة وطمأنينة». وأبلغ الأمير أعضاء فريق الرحلة الاستكشافية ب 4 محاور «نركِّز عليها في ظل الظروف الراهنة وبناءً على طبيعة نجران». وشرح أن المحور الأول هو الجبهة «التي يقف فيها رجال بواسل مسلحون بالإيمان قبل تسلحهم بالعتاد العسكري»، أما المحور الثاني فهو الأمن الداخلي «المؤتمَن عليه رجالٌ يضبطونه بكل احترافية وحزم». وعدَّ الخدمات التي يتم توفيرها للمواطنين والمقيمين على النحو الأمثل محوراً ثالثاً، مشيراً إلى ما تخلِّفه المقذوفات من أضرار باعتباره محوراً رابعاً. واعتبر الأمير جلوي أن السعوديين أثبتوا للآخرين عمق التلاحم بين القيادة والشعب و»قوة ترابطنا وتماسكنا». ولاحظ وقوف الشعب السعودي بأكمله مع المناطق الحدودية و»هذا ليس بغريب أبداً على الأوفياء، إذ تتجلى المواقف النبيلة والكريمة عند الأحداث»، مذكِّراً بعبارة «كلنا عرعر» التي ترددت على ألسنة المواطنين بعد استشهاد رجال الأمن هناك؛ وبعبارة «كلنا القديح» التي رددوها بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلدة. في الوقت نفسه؛ نوه أمير نجران بما يحققه المواطن السعودي على كافة الأصعدة «في ظل قيادة رشيدة أبرزت مكانة المملكة بين دول العالم دينياً وسياسياً واقتصادياً وفكرياً، واستثمرت في الإنسان السعودي فصار مصدر فخر لنا جميعاً؛ إذ لا نقف على مجال أو تخصص إلا وقد وجدنا اسم السعودي فيه». ونبَّه إلى توجيه الدولة 50% من موازناتها العامة إلى التعليم والصحة فيما يُوجَّه النصف الآخر إلى باقي الوزارات والهيئات «بينما نجد موازنات كثيرٍ من دول العالم تتجه إلى غير ذلك، وهو ما يؤكد منهج المملكة وإيمانها بالاستثمار في المواطن المخلص الصالح». وخاطب الأمير أعضاء الرحلة الاستكشافية بقوله «أنتم قَدِمتُم إلى جزء من وطنكم، ومررتم بعدة محطات من جدة إلى نجران، مروراً بمنطقتي الباحة وعسير، وهذا يجسِّد حبكم وولاءكم للوطن وقادته، ووقوفكم معه في السرّاء والضرّاء، غير آبهين بالأكاذيب والأساطير التي يبثها العدو»، لافتاً إلى دورهم المهم في «إبراز الصورة الحقيقية للمنطقة». بدوره؛ ألقى أحد أعضاء الرحلة، ويُدعى محمد ثابت الشهراني، قطعة نثرية قال فيها «نجران.. نجران.. كم أغليك يا نجران.. يا موطن الكرماء والشجعان.. ولجنودنا الأبطال كل تحية.. وكل محبة وسلام.. وشعارنا وشعارنا الحد الجنوبي الغالي.. نفديك يا وطني الغالي.. نفديك بالأرواح والأموال».