أكد أمير منطقة نجران الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، أن الوطن قوي بالله تعالى، ثم بأبنائه المخلصين، مشدداً على أن المقذوفات التي يطلقها الأعداء لم تهزّ في أهالي المنطقة الأبطال شعرة واحدة. وقال: "لعلنا أثبتنا للآخرين عمق التلاحم بين القيادة والشعب، وقوة ترابطنا وتماسكنا، فقلب الشعب السعودي كله اليوم مع المناطق الحدودية، وهذا ليس بغريب أبدا على الأوفياء، إذ تتجلى المواقف النبيلة والكريمة عند الأحداث".
وأضاف أمير المنطقة: "بعد استشهاد رجال الأمن في عرعر، قال المواطنون "كلنا عرعر"، وهكذا قالوا "كلنا القديح" بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلدة".
ولدى استقباله فريق الرحلة السياحية الاستكشافية التي زارت نجران أمس، يتقدمهم مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة نجران صالح بن محمد آل مريح؛ قال الأمير "جلوي": "أنا أقول دائما إن كانت جبال نجران ثابتة، فأهل نجران أشد ثباتا ورجولة".
ورحب الأمير جلوي بن عبدالعزيز بأعضاء الفريق السياحي، معبّراً عن سعادته بزيارتهم المنطقة، قائلاً: "أنتم قدمتم إلى جزء من وطنكم، ومررتم بعدة محطات من جدة إلى نجران، مرورا بمنطقتي الباحة وعسير، وهذا يجسد حبكم وولاءكم للوطن وقادته، وقوفكم معه في السراء والضراء، غير آبهين بالأكاذيب والأساطير التي يبثها العدو، فدوركم مهم في إبراز الصورة الحقيقة للمنطقة".
وأضاف أمير نجران: "طبيعة المنطقة وظروفها الحالية تجعلنا نركز على أربعة محاور، الأول يتمثل في الجبهة، التي يقف على صفوفها رجال بواسل متسلحين بالإيمان قبل تسلحهم بالعتاد العسكري، والثاني يكمن في قوة الأمن الداخلي، المؤتمن عليه رجال يضبطونه بكل احترافية وحزم، ومن ثم الخدمات التي تأتي محورا ثالثا، في توفيرها للمواطنين والمقيمين على الوجه الأكمل".
واستطرد الأمير جلوي بن عبدالعزيز في الحديث عن المحور الرابع، وهو ما تخلفه المقذوفات من أضرار في المنطقة، قائلاً: "لسنا حريصين إلا على الأرواح والأنفس، أما الخسائر المادية فهذا آخر ما نفكر فيه، فمن خسر سوف يحاط بسخاء مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهذه المقذوفات لا أعتبرها سوى أجسام أطلقها أعداء وجوههم تراب، وسقطت في تراب، وهي لم تهز في أهالي نجران الأبطال شعرة واحدة، فهاهم يتسامرون في البراري والمتنزهات بكل راحة وطمأنينة".
ونوه أمير نجران بما يحققه المواطن السعودي على كافة الأصعدة، في ظل قيادة رشيدة أبرزت مكانة المملكة بين دول العالم دينيا وسياسياً واقتصادياً وفكريا، وقال: "لقد استثمرت الدولة في الإنسان السعودي، فصار مصدر فخر لنا جميعا، إذ لا نقف على مجال أو تخصص إلا وقد وجدنا اسم السعودي فيه، ولو وقفنا على الموازنات العامة للدولة، فنجد 50 % منها موجهة إلى التعليم والصحة، والنصف الآخر إلى بقية الوزارات والهيئات، بينما نجد موازنات كثير من دول العالم تتجه إلى غير ذلك، وهذا يؤكد منهج المملكة وإيمانها بأن الاستثمار الأقوى يكون في المواطن المخلص الصالح".
من ناحيته، عبّر المواطن محمد ثابت الشهراني عن ولائه للوطن بقطعة نثرية قال فيها: "نجران.. نجران.. كم أغليك يا نجران.. يا موطن الكرماء والشجعان.. ولجنودنا الأبطال كل تحية.. وكل محبة وسلام.. وشعارنا الحد الجنوبي الغالي.. نفديك يا وطني الغالي.. نفديك بالأرواح والأموال".