أثار مستوى المنتخب السعودي لكرة القدم أمام نظيره الفلسطيني في المباراة التي جمعت المنتخبين أمس الأول في التصفيات المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وكأس آسيا 2019 في الإمارات قلق الجماهير التي طالبت بتعديل الصورة حتى يعود المنتخب إلى وضعه الطبيعي كمنافس قوي تخشاه جميع منتخبات القارة الآسيوية. وبدأ الأخضر السعودي التصفيات الآسيوية بفوز صعب على فلسطين «3-2»، حيث كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج بنقطة التعادل بعدما قلب منتخب فلسطين تأخره بهدفين إلى التعادل «2-2»، قبل أن ينّسل المتألق محمد السهلاوي من بين مدافعي المنتخب الفلسطيني مانحا الأخضر فوزا صعبا، برّره مدرب المنتخب السعودي فيصل البدين بقوله إن المنتخب الضيف لجأ إلى التراجع في منطقته و«هذا لم يساعدنا على زيادة غلة الأهداف حتى في ظل تقدمنا بالنتيجة». ويبدو أن تبرير المدرب الوطني فيصل البدين لأداء منتخبه لم يكن مقنعا لعدد من الخبراء والمتابعين، إذ اعتبر اللاعب الدولي السابق صالح الداود أن مؤشر المنتخب بات خطيرا بالفعل، وقال في تصريحات لوكالة «فرانس برس»: «علينا الاعتراف بأننا تراجعنا، صحيح أن المنتخبات التي كانت ضعيفة تحسنت بشكل طفيف، لكن أعتقد أن مستويات منتخبنا باتت تحتاج إلى وقفة». وعلق الداوود، الذي شارك مع الأخضر السعودي في مونديال 1994 على هذا التراجع بالقول: «الأسباب تعددت ويأتي في مقدمتها عدم الاستقرار الذي يعانيه المنتخب على مستوى المدربين واللاعبين، فمن النادر أن نجد المنتخب يخوض مباراة بتشكيلة ثابتة لخمس مباريات متتالية». ولفت الداوود الذي كان ضمن صفوف المنتخب السعودي حين أحرز كأس الخليج لأول مرة عام 1994، إلى أن الموسم المنصرم كان قاسيا ومضغوطا جدا على لاعبي المنتخب نظرًا لإقامة كاس آسيا وكأس الخليج فضلا عن الدوريات المحلية وبطولة دوري أبطال آسيا، وهذا ما وضع اللاعبين في حالة من الإرهاق لأنهم لا يملكون الجهد البدني الكافي لخوض موسم مضغوط بهذا الشكل. وتوقع صالح الداوود الذي لعب في صفوف الجيل الذهبي لفريق الشباب قبل أن يحترف مع السد القطري، أن تشهد الجولات المقبلة بعض التحسن خاصة أن الأخضر السعودي سيخوض الجولة المقبلة في سبتمبر المقبل، مبيناً أن هذه الفترة ستكون كافية لتحقيق الانسجام المطلوب بين الجهاز الفني واللاعبين. ورأى الداوود أن الصورة أصبحت أكثر تشاؤما ليس على المنتخب السعودي فقط بل لجميع المنتخبات الخليجية، وأوضح: «بات على المنتخبات الخليجية أن تدرك طريقها مجددا خاصة أن صورتها باتت معرضة لأن تهتز عند أي استحقاق أمام منتخبات كانت في الزمن القريب تُحصي عدد الأهداف التي تهز شباكها».