تجددت أمس الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي المقاومة الشعبية وميليشيات التمرد الحوثي المدعومة بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، التي تحاول الاستفادة من الهدنة الإنسانية التي فرضتها المملكة لتسريع مساعدة المدنيين والسماح لمنظمات الإغاثة العالمية بتوصيل المواد الغذائية والدوائية للمدنيين، حيث دارت مواجهات عنيفة في محافظاتعدن والضالع وشبوة والحديدة. ففي عدن جرت اشتباكات متواصلة بين مقاتلي المقاومة والمتمردين الحوثيين، تركزت في مديرية دار سعد، حيث صدت المقاومة محاولات للمتمردين هدفت للتوغل وسط الأحياء السكنية، لكن الثوار تصدوا لهذا المخطط وأرغموا المتمردين على التراجع بعد مقاومة شرسة أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المتمردين. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن المقاومة الشعبية تقدمت وسيطرت على عدد من المواقع التي كان مسلحو الحوثي قد سيطروا عليها في وقت سابق. مشيرة إلى أن المعارك لا تزال دائرة بين الجانبين. وأضافت المصادر أن المتمردين يمنعون وصول المعونات إلى عدن. أما على صعيد محافظة الحديدة، فقد هاجم الثوار سيارة تابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح مما أسفر عن مقتل حوثيين اثنين كانا على متنها في شارع الخمسين وسط المدينة. وأكدت مصادر ميدانية أن المقاومة الميدانية باتت تسيطر على كثير من المواقع التي كان المتمردون يسيطرون عليها في السابق، مشيرة إلى وصول إمدادات من مقاتلي القبائل من خارج المحافظة لدعم صمود أبنائها في وجه المتمردين. مقاومة شبوة وعلى صعيد محافظة شبوة، استهدفت المقاومة الشعبية صباح أمس مواقع ميليشيا الحوثي بنقطة الجلفوز بالمدفعية وعدد من قذائف الهاون. وأكد مصدر في قيادة المقاومة أن كتيبة "العاصفة" الموالية للشرعية استهدفت أحد تجمعات الحوثيين في نقطة الجلفوز بمجموعة من قذائف الهاون، فيما استهدفت مجاميع أخرى للمقاومة في أحد المواقع الأخرى المنطقة نفسها بقذائف المدفعية. وأضاف المصدر أن المقاومة تحاصر مدينة عتق من جميع المداخل وتقوم بترتيب صفوفها استعدادا لمعركة تحريرها. مشيرا إلى وصول أسلحة نوعية لرجال المقاومة ستسهم في تغيير المعركة لصالح المقاومة، مؤكدا أنهم في إطار الترتيب لتوحيد الجبهات لبدء المعركة. وأن الضربات العنيفة التي وجهها الثوار للميليشيات دفعها إلى قصف بعض المواقع في المدينة بشكل عشوائي. وفي تعز، واصلت قوات التمرد الحوثي استهداف المدينة بالقذائف والمدفعية، مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص، بينهم نساء في قرى عزلة مسفر مديرية المسراخ. وقالت مصادر محلية إن ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح قصفت بشكل عشوائي قرية "ظهرة القرضين" الواقعة في عزلة مسفر بمديرية المسراخ المتاخمة لجبل صبر جنوب مدينة تعز وأسفر القصف عن سقوط عشرة أشخاص بينهم أربع نساء وطفل، إضافة إلى تهدم بعض المنازل. وتشهد قرى جبل صبر الموادم اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية المسنودة بالجيش الموالي للشرعية وبين ميليشيات الانقلابيين التي تحاول استعادة المواقع التي خسرتها في جبل صبر ومنها موقعي العروس الاستراتيجي والمجمع الحكومي للمديرية. مأساة تعز في غضون ذلك، ما زال المتمردون يمنعون وصول المساعدات الإغاثية والمشتقات النفطية إلى المدينة المحاصرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع التي تشهد وضعا إنسانيا مزريا. ويقول المواطنون إن الهدنة شارفت على الانتهاء ولم تصلهم أي مساعدات غذائية ولا مشتقات نفطية، وإن محطات بيع الوقود لا تزال مغلقة في الوقت الذي وصلت فيه المشتقات النفطية إلى العاصمة صنعاءوالمحافظات التي يسيطر عليها مسلحو ميليشيات الحوثي وصالح. وتقصف ميليشيات الحوثي وصالح مدينة تعز بشكل عشوائي بالأسلحة الثقيلة، الأمر الذي تسبب في سقوط عشرات القتلى من المدنيين بينهم نساء وأطفال وسط استمرار الميليشيات لخرق الهدنة الإنسانية. وكان آخر ضحايا تجاوزات الحوثيين قتيل وأربعة جرحى سقطوا أمس في قصف مدفعي استهدف تشييع بعض الشهداء الذين سقطوا خلال الأيام الماضية نتيجة استهداف الأحياء السكنية في مدينة تعز. وبحسب المصادر المحلية في المدينة فإن قوات صالح وميليشيات الحوثي قصفت جامع السعيد والحي المجاور له بأربع قذائف مدفعية أثناء خروج جموع المصلين والمشيعين من الجامع لتشييع أربعة شهداء. هزيمة التمرد أما في مأرب، فقد ردت المقاومة الشعبية بقوة على استهدف الحوثيين وقوات المخلوع صالح لمواقعهم في عدد من جبهات القتال. وقال مصدر في المقاومة إن المتمردين استهدفوا مواقع المقاومة بمختلف جبهات المواجهات بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة. مضيفة أن المقاومة الشعبية وقوات الجيش ردت بحسم على مصادر تلك النيران، واستخدمت في ردها مختلف أنواع الأسلحة وتمكنت من إعطاب عربة كاتيوشا أطلقت صواريخ باتجاه مواقع للمقاومة، كما دمرت مدفع هاون وأعطبت دبابة. وأفاد شهود عيان أن دبابة حوثية أخرى انقلبت قرب جبل صلب بمديرية مجزر الحدودي بين مأربوصنعاء أثناء فرارها من نيران المقاومة. وفي إب هاجمت المقاومة الشعبية في اليمن حافلة لميليشيا الحوثي قرب مدينة القاعدة، وأشارت مصادر داخل المقاومة الشعبية إلى أن الثوار استهدفوا الحافلة التي كانت تقل متمردين، وأمطروها بوابل من النيران، مما أدى إلى سقوط تسعة قتلى وإصابة عشرات آخرين بجراح. مضيفة أن 12 من المتمردين الذين كانوا في الحافلة بادروا إلى تسليم أنفسهم للثوار بكامل عتادهم العسكري.