• الحوار السعودي على الرغم من ارتفاع سقف المسموح به في السنوات الأخيرة، وتطور أدواته، فإن محتواه ورموزه تصنع منه اليوم أزمة الأزمات! • الإعلام التقليدي ربّى المتلقي منذ “نعومة أفكاره” على حتمية التصنيف، لا الفرز بوعي، تجاه كل ما يطرح من حوله! • التصنيف أنتج “القطيعية”، والاصطفاف، ما أوجد بيئة مثلى لمنتفعين اتخذوا الحوار مطية لتجييش الجماهير. • لاحقاً، مع ثورة الإعلام البديل، استقل المتلقي وأصبح مرسِلاً، ومُصنِفاً أيضاً، ولكن بشكل أكثر وعياً مما تربى عليه، وأول ما صنّف “المربّي” وكل ما ينتجه! • لم يدرك بعد من لا يزالون يظنون أنهم ممسكون بزمام الحوار أحادي الاتجاه، حقيقة أن المتلقي تجاوزهم وعياً وبكثير! • (الإسلامي/ الليبرالي) نموذج لحوار/ صراع تدور رحاه اليوم! بعض المتحاورين من الطرفين أكثر من يسيء لقضيته! هؤلاء يقدمون ليبرالية منقوصة لا تعدو كونها هلوسات فكرية تشوّه الليبرالية نفسها، التي تقوم على مبادئ غيبوا بعضها في تعاطيهم مع “الآخر”، وعجزوا عن المطالبة بأهمها! • وفي الطرف المقابل من يفتح ل”خصمه” الثغور، عبر جدل أبعد ما يكون عن “التي هي أحسن” وعن نموذج المسلم الذي يرفض الطعن واللعن والفحش البذاءة. • بمنأى عن الصخب، يبدو المتلقي وقد حسم أمره، واتخذ قراره، مشفقاً وساخراً ممن لا يزالون يتصارعون عليه، يجزم أن الليبرالية لن تتوافر على بيئة صالحة للعيش، وأن “الإسلاميين” أمكن في الأرض، إن قدّموا خيارهم، وأن “الحزبين” سيصلان لهذه النتيجة لو وُجِد محاورٌ حقيقيٌّ!