أم صلاح الغزوي، السيدة الأولى في القديح، انفردت دون غيرها من الأمهات، ولقبت بأم الشهداء الستة، بعد أن قدمت ابنتيها وبنت ابنها في عمر الزهور في حريق القديح، قبل 16 عاماً وثلاثة أبناء في فاجعة مسجد الإمام علي الجمعة الماضية. أم صلاح هي أم الشهيد الشاب يوسف الغزوي، وجدة الشهيد الشاب حسين محمد الغزوي، وجدة الطفل الشهيد علي الغزوي، ومربية أيتام ابنها الأكبر الذي استشهدت زوجته في حادث حريق القديح، تستعيد الأم المفجوعة ذكرى الفاجعة الأولى، التي لم تغب يوماً عن بالها، وهي تمسح على رأسَي ابني يوسف اليتميين «مصطفى وزهراء»، وهي تردد متشحة بالسواد متحلية بالصبر «اليتامى لصغار عندي كبروا .. وأجو يتامى غيرهم ..». أم صلاح هذه المرة ستربّي أيتامها الصغار دون مساعدة زوجها الذي توفي منذ سنتين وسبعة أشهر، تركها وحدها، تمسح دموعهما بمل جفونها؛ لعلهما يهدأن ويكفان عن سؤالها عن أبيهما. أما الشهيد محمد حسين الغزوي 16 عاماً من مدرسة دار السلام، في الصف الأول ثانوي ببلدة القديح، استشهد بين يدي والده وهو يحاول إسعافه، وهو ابن أخ الشهيد يوسف الغزوي أيضاً. كان متفوقاً دراسياً وهو أحد الطلبة المختارين لتكريم المتفوقين في مدارس القديح، من خيرة شبان البلدة وأصلحهم، ومن المواظبين على آداء صلاة الجمع في مسجد الإمام علي.