انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة التحرش الجنسي للأطفال، التي أصبحت مقلقة لكثير من العائلات وكان مرتكبوها مع الأسف من بعض السائقين والخدم وذلك لغياب الرقابة الأسرية من قبل الأم والأب وإعطاء هؤلاء السائقين الثقة الكاملة والمطلقة وعدم مراقبتهم ومتابعتهم في توصيل أبنائهم فالأم مشغولة بالجوال والمكالمات والأسواق والأب في سهر متواصل مع أصدقائه وكل تفكيره في أموره الشخصية فقط وبعضهم لا يعود إلى المنزل إلا في ساعات متأخرة من الليل وهو لا يعلم عن واجباته الأسرية أي شيء وترك المجال ومتابعة الأطفال للسائقين والخدم وعندما يطلب أبناؤه أي شيء من الخارج يرد عليهم قائلا السائق لديكم أنا مشغول ومن هنا ضاعت الأمانة والتربية ووجد بعض السائقين مع الأسف المجال أمامهم مفتوحا لعمل كل شيء من تحرش وسرقة وغيره لأنهم وجدوا الأمان ووجدوا أن الأب والأم في وادٍ والأبناء في وادٍ آخر ومن هنا أيضا انتشرت هذه الظاهرة. ثقة زائدة وغفلة ولا مبالاة حتى وصل الأمر إلى أن بعض السائقين في ظل غياب الأب المتكرر أصبح السائق هو رب الأسرة ويتولى هو بنفسه تربية الأطفال ويدخل إلى داخل المنزل ولم يعد يهمه أي شيء، تجاوز كل الخطوط الحمراء وأصبح الكل في الكل والأب مبسوط من هذا السائق ويكيل له المدح عند أصدقائه، لا أود أن أطيل ولكن أتمنى من كل أب وأم أن يراعوا الله في حق أبنائهم وأن يحافظوا عليهم وأن يعلموا أن هذا السائق الذي يعيش بينهم وبسبب ثقتهم التي منحوه إياها قد يدمر حياة طفل أو طفلة في وقت غاب فيه الحرص والمتابعة فهذا السائق خطر كبير إن هو شعر بإهمال الأسرة، فانتبهوا إلى أبنائكم وبناتكم ولتكن أعينكم مفتوحة على الآخر ويجب متابعة السائقين من وقت لآخر وبدون علمهم وعدم إعطائهم الثقة الكاملة وترك الأطفال دائما معهم فلابد أن يشعر كل سائق بأن هناك من يتابعه ويرصد كل حركاته حتى يخاف من عمل أي شيء، فوالله ستحاسبون على إهمالكم أطفالكم فهل تنتظرون إلى أن تحل الكارثة وبعدها تستيقظ ضمائركم وتشعرون بتفريطكم واستهتاركم وثقتكم الزائدة.. احذروا كل الحذر واحتضنوا أطفالكم وكونوا حولهم دائما حتى يكبروا ويستطيعوا الاعتماد على أنفسهم فهم بحاجتكم وهم صغار لأنهم لا يدركون المخاطر التي تحيط بهم. وقفة هناك أناس يصنعون الأحداث وهناك أناس يتأثرون بما يحدث وهناك أناس لا يدرون ماذا يحدث.