للإدارة مفاهيم وأدوات تساعد القائد على تحقيق الأهداف المرسومة وفق خطة زمنية محددة وهذه أبسط مقومات الإداري ولكن السؤال الجوهري هو إذا كانت أدوات الإدارة متوفرة لدى القائد فهل هذا يعني سهولة تحقيق النجاح! من يظن أن امتلاك الأدوات والمهارات كافية ووافية للقائد فهو مخطئ وهنا يبرز الدور المهم للقائد الذي يتمكن من توظيف الذكاء الإداري في تحقيق الأهداف.. إن فهم بيئة العامل والتعامل مع العاملين في المنظومة يحقق أهدافاً أخرى غير تلك المرسومة والشواهد كثيرة عندما تشاهد شخصيات فذة ومتمكنة إدارياً في تحقيق ما ترنو له الخطط ومع هذا لا يتقلد منصباً إدارياً على العكس ممن لا يمتلك مهارات وأدوات فن الإدارة ومع هذا تجده في أعلى المناصب؛ لأنه باختصار أجاد فن كيفية التعامل مع الآخرين بتمرير أساليب أخرى ليس لها علاقة بالإدارة ولكنها تسوق شخصيتها بطريقة ذكية توهم المتلقي بأنه يمتلك زمام الأمور القيادية.. بالتأكيد أن مثل هذه السلوكيات منتشرة في كثير من المنظمات التي تضع من هو على رأس الهرم ليس لأنه الأكفاء بل لأنه الأكثر تسويقاً لنفسه. وهنا تأتي أهمية إدارة الذكاء للقائد الذكي بأن لا يركز كل جهوده على الأدوات دون الالتفات لمهارات تسويق الشخصية من خلال التعامل الذكي والتوازن بين العاملين عبر كسب ثقة أكبر عدد من العاملين في المنظمة.. باختصار الإدارة علم له أدواته ومدارسه ولكن يبقى الأهم هو فن التعامل والإبداع وسياسة التعامل مع الآخرين.