أكد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف والرئيس الأفغاني أشرف غني أمس في كابول تصميمهما المشترك على محاربة الإرهاب في تأكيد للتقارب الدبلوماسي بين البلدين. وقال أشرف غني إثر اجتماعه بنواز شريف في كابول «هذه الحرب ليست فقط من أجلنا، إن الإرهاب الإقليمي والعالمي فرض علينا هذه الحرب»، في الوقت الذي تحتدم فيه المعارك بين سلطات كابول وطالبان في أفغانستان في «موسم المعارك». وأضاف الرئيس الأفغاني في أول زيارة لرئيس وزراء باكستان إلى كابول منذ تنصيب غني في سبتمبر 2014، «إن البلد الذي يعاني أكثر من غيره من هذا الوضع هو باكستان. على أفغانستانوباكستان أن تخوضا هذه الحرب معا». من جانبه أكد شريف الذي يواجه هو الآخر في بلاده تمرداً دامياً لطالبان أن أعداء أفغانستان لا يمكن أن يكونوا أصدقاء لباكستان. وأضاف شريف الذي رافقه في الزيارة قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف «سيتم التخطيط لعمليات منسقة وقيادتها معا لاستهداف معاقل الإرهابيين على طول الحدود». ويؤكد إعلان النوايا هذا تحسن العلاقات بين البلدين الجارين التي كثيراً ما كانت متوترة في السنوات الأخيرة. وتتبادل باكستانوأفغانستان الحليفان للولايات المتحدة، الاتهام باعتماد ازدواجية في الموقف ودعم مجموعات إسلامية متمردة على طول الحدود بينهما. ووفر انتهاء ولاية الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي الخريف الماضي، الذي كان شديد الانتقاد لباكستان، وحلول غني مكانه، أجواء مواتية لمفاوضات بين البلدين. وكرر أشرف غني مراراً منذ توليه مهامه في سبتمبر أنه يجعل من إرساء السلام إحدى أولوياته. ومنذ ذلك التاريخ ورغم استمرار الارتياب، دفع اعتداءان داميان البلدين إلى التقارب. وقتل في الاعتداء الأول في يحيى خيل بأفغانستان في نوفمبر نحو 50 شخصاً، والثاني الذي شهدته مدرسة في بيشاوربباكستان خلف 153 قتيلاً بينهم أكثر من 130 طفلاً وفتى.وتأمل كابول أن تدفع إسلام آباد المقربة تاريخياً من طالبان هؤلاء الأخيرين إلى أن يقبلوا ببدء مفاوضات سلام مع الأفغان.