اصطحب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف قائد الجيش الجنرال راحيل شريف ومدير الاستخبارات العسكرية الجنرال رضوان أختر في زيارته الثانية للعاصمة الأفغانية كابول منذ توليه رئاسة الوزراء قبل أقل من سنتين. وتهدف الزيارة الى زيادة تطمين الأفغان الى تعاون إسلام آباد في محاربة الجماعات المسلحة والعمل لاستقرار افغانستان. وجاءت الزيارة بعد ايام على انتهاء مؤتمر عقدته منظمة «باغواش» الكندية في العاصمة القطرية الدوحة، وضم ممثلين عن كل الفصائل والشرائح الأفغانية، إضافة إلى ممثلين لباكستان وإيران وبقية دول جوارأفغانستان. وفي تلميح الى الدعم الذي تتلقاه حركة «طالبان» الأفغانية من إسلام آباد، أبلغ الرئيس الأفغاني اشرف غني رئيس الوزراء الباكستاني الزائر أن «البلدين يجب ان يعملا معاً لمحاربة الإرهاب»، مضيفاً: «لا يوجد إرهابي جيد وإرهابي سيء، والحكومة الأفغانية ستعمل كل ما بوسعها لمواجهة الحرب المفروضة على الشعب». وكان قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف اكد عشية الزيارة ضرورة الاتفاق على عدم سماح أي طرف باستخدام أراضيه لتهديد أو شن غارات على الطرف الآخر، ما يشير الى استعداد إسلام آباد لمنع «طالبان» الأفغانية من العمل من أراضي باكستان، في مقابل منع استخدام عناصر الاستخبارات الهندية اراضي افغانستان في تنفيذ نشاطات عدة بينها تمويل جماعات مسلحة في باكستان خصوصاً في إقليم بلوشستان المضطرب. وأكد الجنرال شريف ان «أعداء أفغانستان هم أعداء باكستان أيضاً». وكانت العلاقات الباكستانية - الأفغانية شهدت فتوراً اخيراً، خصوصاً بعدما اعلنت «طالبان» الأفغانية بدء عمليات الربيع التي أجبرت الرئيس غني على تأجيل زيارته للهند قبل أيام، والإدلاء بتصريحات أثناء هذه الزيارة بأن أفغانستان قد تمنع مرور البضائع الباكستانية إلى دول وسط آسيا، إذا أصرّت إسلام آباد على منع وصول بضائع هندية الى افغانستان عبر باكستان. ووعدت باكستان بإكمال طريق يصل المعبر الحدودي في طورخم مع مدينة جلال آباد شرق أفغانستان، والذي كانت إسلام آباد تعهدت تمويل تشييده قبل أكثر من عقدين. وعلمت «الحياة» أن الحكومة الباكستانية وتحديداً المؤسسة العسكرية طالبت قيادة «طالبان» الأفغانية بالجلوس الى طاولة المفاوضات مع كابول أو مغادرة عناصرها باكستان. وكانت باكستان أبدت استياءها من تصرف مكتب الحركة في الدوحة باستقلالية عنها، في وقت سعت إسلام أباد الى أن تكون بوابة اتصالات «طالبان» الأفغانية بالعالم الخارجي، ما أصاب علاقة «طالبان» الأفغانية مع إسلام آباد بالفتور في الأشهر الأخيرة.