اتفقت كل من باكستانوأفغانستان على العمل المشترك لملاحقة الإرهابيين الذين دأبوا على الاختفاء في الجبال الوعرة التي تفصل بين أفغانستانوباكستان. لقد كان الإعلان عن الاتفاق في 26 يونيو 2014م، فأنشأت الدولتان مجموعة أمنية مشتركة وذلك نتيجة لاجتماعات تمت في إسلام آباد بين مستشار الأمن القومي الأفغاني الدكتور رانغين دار فارسبانتا الذي التقى بقائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف. لقد ساهم هذا اللقاء وما تبعه من لقاءات في بناء الثقة، وتعهدت أفغانستان بملاحقة المتمردين الذين يتخذون من الأراضي الأفغانية منطلقا وملاذا آمنا، وعلى رأسهم الملا فضل الله الزعيم الحالي لحركة طالبان باكستان، الذي يعيش في الأراضي الأفغانية. كما وعدت باكستان بعدم إيواء الجماعات المسلحة الأفغانية شمال وزيرستان، وعدم السماح لها بالقيام بعمليات عسكرية ضد الأراضي الأفغانية. هذا الاتفاق شجع الرئيس الأفغاني أشرف غني على زيارة إسلام آباد في شهر نوفمبر الماضي، وتم وقتها الاتفاق على تعزيز التعاون بين الدولتين في كافة المجالات الأمنية والاقتصادية، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على الحدود بينهما. كما أبدت باكستان استعدادها للتعاون مع أفغانستان على إنجاح عملية المصالحة الوطنية الأفغانية، عندما أكد نواز شريف في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع مع الرئيس الأفغاني، على تعزيز التعاون بين كابول وإسلام آباد في مجال الأمن والدفاع الذي لابد منه لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. وفي المقابل، أوضح الرئيس أشرف غني أن بلاده تتطلع إلى تعزيز الروابط مع باكستان في جميع مجالات الحياة، وأن مواجهة مظاهر التسلح في المنطقة تستدعي التعاون بين الدولتين وتشديد الرقابة على الحدود. إن هذه الزيارة تشكل صفحة جديدة بين الدولتين وتطورا هاما في المنطقة، من شأنها مواجهة الجماعات المسلحة، وسوف تكون لهذه الزيارة آثار إيجابية ليس على العلاقات بين الدولتين فحسب، بل على الأوضاع الأمنية في كلا البلدين، وتحقيق الاستقرار في المنطقة، وقطع الطريق على الدول المجاورة التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار. إن هذه الزيارة تعتبر ثمرة من ثمار الاتفاق الأمني الذي تم بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوأفغانستان، الذي اقتضى بقاء قوات أمريكية في أفغانستان، فهذا الاتفاق سيقطع الطريق على عودة طالبان، وإنشاء فرع من تنظيم القاعدة في جنوب آسيا. إن هذا الاتفاق سوف يعزز القدرات العسكرية الأفغانية على مكافحة الإرهاب، كما أن وجود القوات الأمريكية يقلل من الخوف من عودة العنف مستقبلا، كما يحد من الأنشطة الإرهابية القادمة من أفغانستان، ويحقق بالتالي الأمن والاستقرار في منطقة غرب الصين.