تقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاملاً صورة والده وهو من قدماء المحاربين، أمس في الساحة الحمراء، مسيرة قالت الشرطة إنها ضمت 250 ألف شخص، وذلك إحياء لذكرى «حماة الوطن» ممن قاتلوا ألمانيا النازية. وقال بوتين في مناسبة إحياء روسيا الذكرى السبعين لنصر الحلفاء على ألمانيا النازية، «أنا سعيد بأن والدي الذي أحمل صورته معي اليوم في الساحة الحمراء». وأضاف «أعتقد أن أبي، مثل ملايين الجنود البسطاء -وقد كان هو جندياً عادياً- له كل الحق في أن يسير في هذه الساحة». وأكد بوتين (62 عاماً) أن المسيرة هي للجنود والمدنيين الذين قتلوا في البلاد، كما أنها مؤشر على قوة روسيا «وتتحدث عن ثقتنا بأنفسنا وثقتنا بقوتنا وبالمستقبل السعيد لأطفالنا». وسار المشاركون في المسيرة يحملون صور أقاربهم من قدامى الحرب في شارع تفيرسكايا وسط موسكو، قبل أن يصلوا إلى الساحة الحمراء. وقاطعت الدول الغربية التي كانت حليفة لروسيا في الحرب العالمية الثانية احتفالات التاسع من مايو في خطوة اعتبرت عقاباً لبوتين بسبب تدخله في أوكرانيا. واحتفل بوتين بهذا اليوم الكبير بصحبة قادة الصينوكوبا ومصر وغيرهم من الشخصيات الصديقة لموسكو. في حين غاب قادة العالم والغرب عن الاحتفال الذي جرى في موسكو، وجاب آلاف الجنود الروس الساحة الحمراء، واجتازت الدبابات في عرض عسكري ضخم بمناسبة الذكرى السبعين لهزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وقال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أثناء عرض في كييف إن روسيا تحاول الاستحواذ على الفضل في الانتصار بالحرب العالمية الثانية على حساب أوكرانيا. ورغم غياب زعماء الغرب انضم نحو 30 زعيماً أجنبياً من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بوتين في الكرملين وجلسوا إلى يمينه. وفي إشارة إلى علاقات أوثق بين روسياوالصين، شارك طابور من الجنود الصينيين في المناسبة. وحضر الأمين العام للأمم المتحدة بانجي مون العرض أيضاً. وشاركت شخصيات بارزة من الهند وجمهوريات سوفيتية سابقة وحلفاء من أيام العهد الشيوعي مثل كوبا في إحياء الذكرى. ولم تحضر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأمريكي باراك أوباما وزعيما فرنسا وبريطانيا العرض، لكن ميركل ستحضر مراسم وضع باقات الزهور في موسكو اليوم الأحد. ومن بين القطع العسكرية التي يتضمنها العرض الدبابة أرماتاتي-14 أول دبابة قتالية روسية يتم نشرها منذ 40 عاماً، فيما مر بعض الجنود الذين ارتدى بعضهم الزي العسكري أيام الحرب العالمية الثانية من أمام الكرملين. وتابع المحاربون القدامى العرض من المدرجات، وعلقت ميداليات كثيرة على صدورهم، فيما احتشد الناس في الشوارع الجانبية المحيطة بالكرملين وهم يهتفون ويصرخون وحلقت الطائرات المقاتلة في سماء وسط المدينة.