تواصَل العدوان الحوثي على جنوب المملكة؛ إذ قصفت الميليشيات المتمردة في اليمن مواقع في نجران لليوم الثاني على التوالي ما أسفر عن استشهاد خمسة أشخاص ليصل عدد شهداء المنطقة منذ بدء العدوان أمس الأول إلى ثمانية، في وقتٍ تعرضت جازان لقصفٍ مماثل ليل أمس الأول ما أسفر عن استشهاد رجل وزوجته. وأعلن الدفاع المدني في نجران أن مقذوفين عسكريين أُطلِقَا ظهر أمس من داخل الأراضي اليمنية واستهدفا دورية تابعة للسجون وسيارة مدنية كانتا تسيران في شارع الملك سلمان بالمدينة، التي تعد مركز المنطقة وتحمل الاسم نفسه. وأوضح الدفاع المدني في بيانٍ له، أن المقذوف الأول أسفر عن استشهاد قائد الدورية التابعة للسجون، العريف حيان سالم الوادعي، وإصابة مرافقه الذي نُقِلَ إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم. أما المقذوف الثاني، فأسفر عن إصابة السيارة المدنية ومقتل شخصين كانا فيها وأحد المارة وعامل في محل لصيانة إطارات السيارات علاوةً على إصابة 11 شخصاً نُقِلوا إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، بحسب البيان الذي أشار إلى «مباشرة فرق الدفاع المدني إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه». وكان عدوان محدود على نجران أمس الأول قد أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين إصابات طفيفة، وطال بعض المدارس ومستشفى. في الوقت نفسه؛ أعلن الدفاع المدني في منطقة جازان عن سقوط مقذوف عسكري ليل أمس الأول على منزل في قرية البحطيط الواقعة في مدينة الخوبة (تابعة لمحافظة الحرث). وأسفر سقوط المقذوف عن استشهاد رجل وزوجته وإصابة ثلاثة آخرين بينهم قريبة للشهيدين تبلغ من العمر 17 عاماً، وشخصين كانا موجودين في الموقع وتعرضا لاختناق. وأفاد الدفاع المدني في المنطقة، في بيانٍ له، بأنه تلقَّى بلاغاً بالواقعة في تمام ال 11:45 من ليل الثلاثاء، مؤكداً سقوط المقذوف على مبنى سكني في قرية البحطيط تقيم فيه عائلة سعودية. وأشار البيان إلى نقل المصابين الثلاثة إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وإلى عقد لجنة الدفاع المدني في المنطقة اجتماعاً بالتزامن في مقر مديرية الدفاع المدني لمتابعة الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة للمحافظة على سلامة المواطنين. وعلمت «الشرق» أن المواطن الذي استُشهِد هو وزوجته في قرية البحطيط يُدعى عبده قيسي، أما قريبتهما (17 عاماً) فنُقِلَت في حالة سيئة للغاية إلى مستشفى صامطة العام. بموازاة ذلك؛ استخدمت القوات السعودية المتمركزة على الحدود بين جازان والأراضي اليمنية المدفعية والرشاشات لاستهداف أفراد الميليشيات المتسللين. وأبلغ مصدر «الشرق» أن الطيران السعودي شارك في هذه الحملة بقصفه مخازن ذخائر وأسلحة وتجمعات لمسلحين حوثيين في مناطق الملاحيط والكم والمنزالة والحصامة والظاهر المحاذية للأراضي السعودية. وتحدث المصدر عن «لجوء الحوثيين إلى أسلوب العصابات لجهة التخفي ثم التحرك في شكل مجموعات مزودة بأسلحة خفيفة ومتوسطة كقذائف الهاون، التي يتم استخدامها عشوائياً». ووفقاً لمصادر؛ فإن القذائف التي استهدفت البحطيط أُطلِقَت من قرية سلعة اليمنية. بدوره؛ تجول أمير نجران، الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، في المواقع التي طالها العدوان على المنطقة أمس الأول. وقال المتحدث باسم إمارة المنطقة، محمد بن مهدي غشام، إن الأمير تجوَّل في المواقع «التي تعرضت لقصف بقذائف الهاون من قِبَل الميليشيات الحوثية ما تسبَّب في ضرر محدود لبعض المباني في عددٍ من أحياء مدينة نجران». ووصف غشام، في تصريحات صحفية، الوضع بالمطمئن، وذكر أن الأمير جلوي أبدى خلال جولته التفقدية ارتياحه لما لمِسه من شجاعة المواطنين. ونسب المتحدث إلى الأمير قوله إن «هذا الأمر ليس بغريب، فمنذ تأسيس هذه البلاد الطاهرة وهي تعيش تلاحماً وترابطاً بين القيادة وشعبها المخلص». ونقل الأمير إلى المصابين جرَّاء العدوان تحيات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. وتمنَّى، خلال زيارته لهم أمس، أن يحفظ الله هذا الوطن قيادة وشعباً، وأن يحميه من كل مكروه. كما استقبل الأمير جلوي جموعاً من أهالي نجران في مقر الإمارة، وأبلغهم أن «الوضع في المنطقة آمن ولله الحمد» وأن «العمل العشوائي الذي قام به العدو الحوثي يؤكد للجميع فشل وعجز تلك الميليشيات الإرهابية». وشدد على أن «رد جنود الوطن البواسل على العمل الفاشل والعاجز، الذي قام به العدو سيكون حازماً ولن يتم السماح لكائن مَنْ كان بالتعدي على أمن وحدود الوطن»، مشيراً إلى أن «الله أنعم على هذه البلاد بنعمتي الأمن والاستقرار في ظل القيادة». من جهتهم؛ أكد الحاضرون في الاستقبال أن ما شهدته منطقتهم من عدوان يعكس صحة الموقف السعودي الداعم للشعب اليمني. ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس»؛ شدد الحاضرون على وقوفهم خلف القيادة الرشيدة التي لن تتوانى في الرد على هؤلاء المارقين والخارجين عن القانون، مشيدين بالأعمال البطولية التي يقوم بها جنود الوطن البواسل لحماية الحدود والأمن. في غضون ذلك؛ تفقَّد المدير العام ل «تعليم نجران»، ناصر بن سليمان المنيع، ظهر أمس مدرسة القدس الابتدائية في حي الخالدية بعد تضررها جرّاء تعرضها لشظايا من قذائف الهاون، وتفقَّد أيضاً مدرسة الثانوية الخامسة بنات، ومتوسطة تحفيظ القرآن الأولى ومدرسة رياض الأطفال التابعة للجمعية الخيرية في حي المخيم. وبعد معاينته مدرسة القدس؛ وصف المنيع الأضرار ب «بسيطة»، ونفى وقوع إصابات «كون المدرسة خالية بعد تعليق الدراسة فيها خلال الفترة الماضية»، لافتاً إلى «انتهاء العام الدراسي في جميع مدارس المنطقة (بنين وبنات ورياض أطفال) بتوجيه من وزير التعليم». وكانت «التعليم» قد أعلنت صباح أمس أن الدخيل وجَّه «تعليم نجران» ب «إيقاف العام الدراسي الجاري بصفة نهائية وبإلغاء اختبارات الثانوية العامة، التي كانت مقررة الأحد المقبل». وقال المتحدث باسم تعليم المنطقة، حمد آل شرية، إنه «بناءً على الأحداث التي شهدتها المنطقة الثلاثاء (..) وجَّه وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل ب: إيقاف العمل في جميع الروضات والمدارس للبنين والبنات على أن تتم معاملة طلاب وطالبات المرحلة الثانوية وفقاً للآلية المطبقة للمرحلة المتوسطة، التي تم الإعلان عنها سابقاً، أما المواد الدراسية التي لم تُدرَّس بعد لطلاب الصف الأول ثانوي (النظام الفصلي) فستُمنَح فيها الدرجة كاملة، في حين يتم التعامل مع الطلاب المخفقين وفق آلية أصحاب الأعذار المنصوص عليها في لائحة الاختبارات». و«وجَّه الوزير أيضاً كل الجهات المعنية في الوزارة بتقديم الخدمات اللازمة كلٌ فيما يخصه»، بحسب آل شرية. وكان الدخيل قد أجرى أمس اتصالاً هاتفياً ب ثلاث طالبات من المدرسة الثانوية الخامسة في نجران أثناء تنويمهن بمستشفى الملك خالد بعد إصابتهن جراء القصف، الذي أسفر عن تحطُّم زجاج أحد فصول مدرستهن الواقعة في حي الضيافة. واطمأن الدخيل على الحالة الصحية للطالبات المصابات وتمنَّى لهن الشفاء العاجل. من جهته؛ اعتمد مدير عام «تعليم جازان» رئيس لجنة الطوارئ العليا في الإدارة، عيسى بن أحمد الحكمي، محضر إنهاء العام الدراسي الجاري خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة في مدارس مدينة جازان ومحافظات أحد المسارحة وأبو عريش وفرسان. وأعلن الحكمي، في بيانٍ له أمس، عن «صدور قرار بانتهاء الدراسة في المرحلة الابتدائية ومراكز محو الأمية ورياض الأطفال خلال الأسبوع المقبل؛ إذ سيتم الانتهاء من إدخال مهارات الفترات والبرامج العلاجية واعتماد المهارات وطباعة التقارير». أما المدارس المتوسطة «ليلي ونهاري «، فستقوم ب «إعداد أسئلة اختبار نهاية الفصل الدراسي الثاني والدور الثاني وإعداد الجداول واختبار الطلاب خلال أسبوعين اعتباراً من الأحد المقبل». وفي السياق نفسه؛ ستقوم المدارس الثانوية بإعداد أسئلة اختبار نهاية الفصل الدراسي الثاني والدور الثاني، وإعداد الجداول واختبار الطلاب خلال الأسابيع الثلاثة القادمة «مع اختبار الطلاب الغائبين عن الدورين مع بداية العام الدراسي الجديد، ومعاملة الطلاب من منسوبي الجهات العسكرية، والإعفاء من تطبيق الاختبارات التحصيلية المعدَّة من الوزارة للصفوف الدراسية الرابع والسادس والثالث المتوسط»، بحسب البيان. وشدد الحكمي على «ضرورة التزام جميع المعلمين والمعلمات ولجان الاختبارات في المدارس والمكاتب بإنهاء أعمال الاختبارات حسب المواعيد المحددة وإخلاء طرف المعلمين والمعلمات المشمولين بحركة النقل الخارجي بعد إنهائهم جميع أعمالهم في المدارس».