كان يعيب بعضهم على الحكومة السعودية منذ وقت ليس بقريب، أن جيل «الشباب» غائب عن المشاركة في قراراتها، وجدوا «خطيئة» فريدة يبنون عليها ألحانهم العاطفية، لعل وعسى أن يحدث ذلك شرخاً في علاقة المواطن بحكومته، لم تحدث، فخاب مسعاهم، وخابت خططهم ووجدوا أن «الغناء» بهذا اللحن «ساقط» ولم يلق آذاناً صاغية، في المقابل يجهلون، أن المواطن السعودي منذ تأسيس المملكة العربية السعودية إلى يومنا هذا، يتوارث (الحب والولاء) لحكامه جيلاً بعد جيل، حتى أصبح بناء مرصوصا يشد بعضه بعضاً. شعب يؤمن بالجماعة ويمقت الفرقة، لكن ومع ذلك فإن من يعيب على الحكومة سقطوا «بالضربة القاضية»، عندما أتت أوامر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله من كل شر- لتسنح الفرصة للشباب الذي تربوا على البذل والقوة والحكمة وخدمة الشعب السعودي كأولوية ومبدأ قامت عليها دولتنا منذ تأسيسها، فنهضت كقوة إقليمية مؤثرة على المستويين العربي والعالمي، فنُصب الأمير الشاب محمد بن نايف وليا للعهد، ولا يخفى على أحد أن الأمير درس السياسة ومبادئها على يد والده «المرحوم بإذن لله» الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، فوقف الأمير إلى جانب والده في القضاء على الخلايا الإرهابية التي تتآمر لإلحاق الأذى بوطنه فنجح نجاحات خالدة أذهلت العالم، وكاد أن يدفع حياته ثمنا لها!. كما نُصب الأمير الشاب محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، هو الآخر درس السياسة على يد والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-، ولمن لا يعرف سيرته الذاتية، فهو حاصل على درجة البكالوريوس في القانون، عمل مستشارا متفرغا بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء عام 2007م، ثم مستشاراً خاصاً لسمو أمير منطقة الرياض 2009 م، ثم عُين مستشاراً خاصاً ومشرفا على المكتب والشؤون الخاصة لسمو ولي العهد بعد تولي الملك سلمان ولاية العهد. بيد أن أبرز مرحلة عملية وأخطرها، توليه منصب وزير الدفاع وكان قدره أن يشرف على عملية عاصفة الحزم، التي دحرت الحوثيين وأوهنت قواهم بعد تهديداتهم لحدود المملكة، فاستطاعت القوات الجوية السعودية خلال 15 دقيقة السيطرة على أجواء اليمن وإقامة حظر جوي، وتدمير عدد من طائرات الحوثيين، ومخازن الأسلحة ومنصات الصواريخ البالستية، لتُبعد خطرها عن أراضينا، كان هذا الشاب يجلس في غرفة التحكم والقيادة ليدير المعركة، المعركة التي فاجأت العدو «أولاً» وشلت حركته، «وتالياً» حازت على إعجاب قوى عسكرية كبرى، وأكسبت المملكة «مهابة» عسكرية يحسب لها ألف حساب! لم يبق لي إلا أن أقول، نبايع من أجل جماعتنا، نبايع ضد فرقتنا، نبايع من أجل أمننا، نبايع لنكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، نبايع الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، ونبايع الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، ونحن لكم على العهد إلى اللحد يا سلمان الحزم والعزم.