«إقالة وزير – القبض على مجرم – إنصاف موظف – عميل مستفز…»، تعدَّدت الأحداث، والرابط واحد «قوة، وحجم تأثير شبكات التواصل الاجتماعي»، وهذا جانب مشرق، يؤكد عليه أغلب نشطاء تلك المواقع، إلا أن ما أريد التأكيد عليه هو أمرٌ مختلف، ومغاير! لي طرحٌ خاص، ولك الحرية في الاتفاق معي، أو «التناطح». في الأيام المنصرمة، كان مقطع العميل، الذي استفز موظفاً في أحد البنوك، وعلى إثره فقدَ الأخير وظيفته، وتعاطف أغلب الناس مع الموظف، لكنِّي لستُ مع العميل، ولا مع الموظف، لماذا؟ 1 – «30 ثانية» تزيد، أو تنقص، كيف لعاقلٍ رشيد أن ينظر فيها، ثم يتحوَّل إلى قاضٍ، يُصدر الأحكام، ويطالب بمعاقبة هذا، وإيقاف هذا، وضرب مؤخرة فلان! الإنسان بطبعه مثالي التنظير، فرعوني التطبيق. لا أنكر أن كثيراً من الفيديوهات صدمتنا، لكن مَنْ أعطانا الإذن، وسمح لنا بأن نتدخل فيما لا يعنينا، وبهذا الشكل الفج. 2 – نحن، ومن حيث لا نشعر، نساهم في تضخيم قضايا صغرى، انطلاقاً من أحاديث المجالس، لتشكِّل رأياً عاماً، وبعدها تصبح مواد تتلقفها الأجهزة الإعلامية المختلفة، لتعزز من تضاعف ذلك التضخم اللامنضبط. 3 – هل تعلمون أنه بمشاركتكم، و«فزعتكم» ستدمرون أكثر مما تُصلحون؟. الصور، ومقاطع الفيديو، التي تحتوي على الجاني، والضحية، تنتشر في كل الأجهزة، والجيوب، وهذا سيؤثر حتماً على ذوي، وأهل أصحاب القضية مستقبلاً، حتى بعد انتهائها، والبت فيها رسمياً، سيكون هنالك مخزون أرشيفي، سيتشبَّث، ويحتفظ به بعض «الملاقيف». قالوا قديماً: «العالم أصبح قرية صغيرة». التطور المرعب الآن هو أن العالم أصبح مشهداً، ولقطة واحدة.