وصف مفتي عام جمهورية باكستان الإسلامية، الشيخ محمد رفيع عثماني، قرار المملكة بتنفيذ عملية «عاصفة الحزم» في اليمن ب «قرارٍ شرعي يتوافق مع تعاليم الإسلام»، وأرجع وقوف العلماء الباكستانيين مع الرياض إلى «إحقاقها الحق ضد الفئة الباغية في اليمن» في إشارةٍ إلى المتمردين الحوثيين، فيما حثَّت جماعة الدعوة السلفية في باكستان حكومة نواز شريف على المشاركة في العملية العسكرية العربية. وقال المفتي الباكستاني، خلال لقائه في مدينة كراتشي المستشار الخاص لوزير الشؤون الإسلامية السعودي الدكتور عبدالعزيز العمار، إن آية «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا» تحسم «الحق والباطل في اليمن» و»تبيِّن للأمة الإسلامية طريق الحق والصواب» في التعامل مع أزمة الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية. واعتبر أن الرياض اتخذت القرار الصحيح في ضوء الآية الكريمة، ولاحظ أنها «سعت في البداية إلى الإصلاح بين الأطراف اليمنية، وعندما رفضت الفئة الباغية الصلح، قررت المملكة الوقوف مع الحق والدفاع عن الشرعية بطلبٍ من الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي». وربط عثماني بين وقوف علماء باكستان و»جميع أبناء الشعب مع المملكة» و»إحقاقها الحق ضد الفئة الباغية (الحوثيين)»، مؤمِّلاً أن تتكلل «عاصفة الحزم» بالنجاح وأن «يؤيَّد خادم الحرمين الشريفين وشعب المملكة والأمة الإسلامية بالنصر على كل متربِّص بالأمة الإسلامية وأمنها». وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن عثماني التقى العمار في مقر القنصلية العامة السعودية في كراتشي (غرب)، لكنها لم تحدِّد موعد اللقاء. إلى ذلك؛ اعتبر قائد جماعة الدعوة السلفية في باكستان، حافظ محمد سعيد، أنه «لا يليق بإسلام آباد الحياد عن قضايا الأمة الإسلامية». ونقلت «واس» عن سعيد قوله، خلال مسيرة نظمتها جماعته أمس الأول في مدينة فيصل آباد لدعم «عاصفة الحزم»، إن على بلاده «مساندة قوات تحالف عاصفة الحزم بقيادة المملكة للقضاء على فتنة التمرد الحوثي». وكانت عدة مدن باكستانية شهدت الجمعة تنظيم مسيرات تحت شعار «الدفاع عن الحرمين الشريفين» لتأييد الإجراءات السعودية في اليمن والتحذير من المساس بأمن المملكة، وقادها رؤساء جمعيات إسلامية. ونظَّمت جمعية «أهل السنة والجماعة» مسيرة بعد صلاة الجمعة في إسلام آباد للتعبير مجدداً عن تأييدها «عاصفة الحزم». واتهم نائب قائد الجمعية، الشيخ أونغزيب فاروقي، إيران ب «الوقوف وراء زعزعة استقرار الدول الإسلامية من خلال دعمها للمليشيات المسلحة في اليمن ولبنان وسوريا والعراق». واستبعد فاروقي، في كلمةٍ ألقاها خلال المسيرة، أن «تنجح إيران في تقسيم الشعب الباكستاني على أساس طائفي، لأن جميع فئات الشعب لن تقبل المساس بأرض الحرمين الشريفين»، مبدياً ارتياحه لقرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر الثلاثاء الماضي فارِضاً حظر تسليح وعقوبات على الحوثيين والموالين لهم. وأوردت «واس» أن آلاف الباكستانيين وحَّدوا الهتاف في 74 ألف مسجدٍ خلال صلاة الجمعة؛ إذ هتفوا «لبيك يا خادم الحرمين الشريفين.. لبيك للدفاع عن الحرمين الشريفين»؛ تجاوُباً مع حملة أطلقها مجلس علماء باكستان تحت شعار «قسم الدفاع عن الحرمين الشريفين». ووصف رئيس المجلس، حافظ طاهر الأشرفي، القسم الموحَّد «الذي قطعه مئات آلاف من أبناء الشعب الباكستاني للدفاع عن الحرمين الشريفين» ب «رسالة واضحة لكل من يتآمر ضد المملكة». ونبَّه الأشرفي، في تصريحات صحفية، إلى أن «الشعب لن يتردد في قطع كل يد خائنة تسعى إلى زعزعة استقرار المملكة وأمنها الإقليمي»، لافتاً إلى تأييد مجلس علماء باكستان قرار رئيس الوزراء، نواز شريف، بالوقوف جنباً إلى جنب مع المملكة في الدفاع عن سيادتها الإقليمية. وفي لاهور (وسط)؛ شدد أمير التنظيم الإسلامي، حافظ عاكف سعيد، على وجوب الوقوف مع الرياض في حملتها للقضاء على تمرد الميليشيا الحوثية، واتهم الحوثيين بممارسة الفساد في الأرض، فيما وصف خطيب المسجد الملكي في المدينة، الشيخ عبدالخبير آزاد، المملكة ب «قلعة الإسلام». وربط آزاد، خلال خطبة الجمعة، أمن المملكة بأمن باكستان والأمة الإسلامية، وحثَّ حكومة نواز شريف على المشاركة في «عاصفة الحزم»، مذكِّراً بأن «الرياض وقفت بجانبنا وبجانب جميع الشعوب الإسلامية في أوقات المحن، وقد حان الوقت لكي تتأهب باكستان للوقوف بجانبها في الدفاع عن الشرعية باليمن ونشارك في عاصفة الحزم». بدورها؛ اعتبرت الصحف الباكستانية الصادرة أمس أن حملة «الدفاع عن الحرمين الشريفين» نجحت في توحيد كل الجمعيات الإسلامية بمختلف توجهاتها لتحقيق هدف واحد، وهو التأهب للدفاع عن أرض الحرمين الشريفين.