شهدت المدن الباكستانية، أمس الجمعة، وقفات شعبية ومسيرات حاشدة؛ لتأييد موقف المملكة العربية السعودية في محاربة المتمردين الحوثيين، ودعم عملية "عاصفة الحزم"، التي تقودها المملكة بالتعاون مع قوات التحالف، بطلب من الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي. وخرجت المسيرات في عدد من المدن الباكستانية، تحت شعار "الدفاع عن الحرمين الشريفين"، بقيادة رؤساء الجمعيات الإسلامية المختلفة، وكان أبرزها في مدينة فيصل آباد بقيادة جماعة الدعوة السلفية، شارك فيها الآلاف بقيادة أمير الجماعة حافظ محمد سعيد، الذي قال: إنه لا يليق بباكستان الحياد عن قضايا الأمة الإسلامية، ويجب عليها أن تساند قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في القضاء على فتنة التمرد الحوثي.
ونوّه سعيد بقرار رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، الذي أكد وقوف بلاده بجانب المملكة، والرد بالقوة على أي عدوان يهدد سلامتها الإقليمية.
وفي العاصمة إسلام آباد، أكد أمير منظمة "أهل السنة والجماعة" الشيخ أونغزيب فاروقي "أن إيران هي مَن يقف وراء زعزعة استقرار الدول الإسلامية من خلال دعمها للمليشيات المسلحة في اليمن ولبنان وسوريا والعراق؛ مشدداً على أن إيران لن تنجح في تقسيم الشعب الباكستاني على أساس طائفي؛ لأن جميع فئات الشعب الباكستاني لن تقبل المساس بأرض الحرمين الشريفين".
وأضاف أن القرار الذي تَبَنّاه مجلس الأمن الدولي حول اليمن بمبادرة خليجية، كَشَفَ عن اليد الداعمة للتمرد الحوثي الذي يهدد أمن الحرمين الشريفين.
من جهة أخرى، أدى آلاف الباكستانيين القَسَمَ للدفاع عن الحرمين الشريفين، تحت حمْلة نَظّمها مجلس علماء باكستان في أكثر من 74 ألف مسجد بأنحاء مختلفة من باكستان؛ فيما سجّل الأئمة في هذه المساجد -خلال خطب صلاة الجمعة أمس- بيعة آلاف المصلين تحت عنوان "لبيك يا خادم الحرمين الشريفين.. لبيك للدفاع عن الحرمين الشريفين".
وقال رئيس مجلس علماء باكستان "حافظ طاهر الأشرفي"، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية "واس": إن القَسَمَ الذي قَطَعَه مئات الآلاف من أبناء الشعب الباكستاني للدفاع عن الحرمين الشريفين هو رسالة واضحة لكل مَن يتآمر على أرض الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية؛ مؤكداً أن الشعب الباكستاني لن يتردد في قطع كل يد خائنة تسعى إلى زعزعة استقرار المملكة وأمنها الإقليمي.
وأضاف أن مجلس علماء باكستان يؤيد قرار نواز شريف، الذي أكد فيه وقوف باكستان جنباً إلى جنب مع المملكة العربية السعودية في الدفاع عن سيادتها الإقليمية.
وفي سياق متصل، أعلن أمير التنظيم الإسلامي في مدينة لاهور حافظ عاكف سعيد، تأييده لقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بالوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن والقضاء على التمرد للمليشيا الحوثية التي تمارس الفساد في الأرض.
وقال إمام وخطيب المسجد الملكي في مدينة لاهور الشيخ عبدالخبير آزاد من جانبه: إن المملكة العربية السعودية هي قلعة الإسلام، وأمنها هو أمن باكستان وأمن الأمة الإسلامية؛ مؤكداً أن المملكة وقفت بجانب باكستان وجميع الشعوب الإسلامية في أوقات المِحَن، وقد حان الوقت لكي تتأهب باكستان للوقوف بجانب المملكة في الدفاع عن الشرعية باليمن، وتشارك في عملية عاصفة الحزم.
من جانبها، نوّهت الصحف الباكستانية الصادرة اليوم السبت بنجاح "حملة الدفاع عن الحرمين الشريفين" في توحيد كل الجمعيات الإسلامية بمختلف توجهاتها مع الشعب الباكستاني؛ لتحقيق هدف واحد وهو التأهب للدفاع عن أرض الحرمين الشريفين.