يرمي بثقله.. ف «يفرقع» كل مفصل من مفاصل أريكته، يحشر نفسه فيها، ويأخذ موقعه جيداً، محاطاً بكل الأسلحة، التي يحتاجها «ريموت تلفاز، ريموت مكيف، جوال، لابتوب، كوكيز»، ولمدة ثلاث ساعات يتقلَّب بين محطات الأنس والوناسة، يتخللها عشر دقائق خاطفة «يتفرج» فيها على برنامج «الثامنة»! وفي اليوم التالي يتحوَّل صاحبنا إلى «نعوم تشومسكي، عبدالله النفيسي، هيكل…»، فيطرح تحليلاته السياسية على الأهل، والزملاء، والأصحاب، وفي قروبات برامج المحادثة «مع ملاحظة أنه لا أحد يطلب منه رأيه». هذا الصنف مللتُ من التعامل معه، ومجاملته، فهو يخال نفسه «أبو العُرِّيف»، ولم يعلم أن مَنْ حوله يضحكون على استنتاجاته العبقرية. السياسيون المحنكون يطرحون رؤيتهم على أنها نظرية، تحليل، توقع، و»هو» يقدِّم لك جعجعته على أنها هي الحقيقة الغائبة، والمسلَّمات التي لا تقبل جدلًا! وهنا تكمن الكارثة. أيها السياسي صاحب الكرش العظيم.. لو كنت تفقه في السياسة شيئاً لتوصَّلت إلى طريقةٍ ديبلوماسيةٍ، تتفاوض فيها مع كرشك، وكتل الدهون المتكوِّرة هنالك.. السياسة علمٌ وبحثٌ وتحليلٌ ودراسةٌ وجهدٌ وجِدٌّ وكَدٌّ، ليست مقطعاً «يوتيوبياً» عابراً مجهول المصدر، تشاهده، وتفرح به، وتظن أنك أتيت بما لم يأتِ به الأوائل! استيقظ! واحرص على قول الخير، أو فلتطبق فمك بقطعة من البيتزا.