حذّر وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيليوني أمس من أنَّ الوقت ينفد للوصول إلى اتفاق بين الأطراف الليبية، وإلّا ستقع ليبيا في قبضة الإرهاب والصراعات الفئوية، وعلى الجميع بما فيهم المجتمع الدولي العمل على منع حدوث ذلك، وفقًا لوكالة الأنباء الليبية. وقال الوزير الإيطالي، إنَّ على إيطاليا واجب مهمة توعية الدول السبع الكبرى خلال اجتماع وزراء خارجيتها، بمدينة ليبزغ الألمانية، بأهمية حلِّ الأزمة الليبية ومضاعفة الجهود لتحقيق الاستقرار بهذا البلد. ودعا جنتيليوني في تصريحات لصحيفة «لاستامبا» الإيطالية بعددها الدول السبع الكبرى إلى إرسال رسالة قوية لأطراف النزاع في ليبيا، بأنَّه لا يوجد بديلٌ للحلِّ السياسي، ودعم جهود الأممالمتحدة للتوصُّل إلى اتفاق، والحفاظ على وحدة البلاد. وتضم مجموعة السبع الكبار أمريكا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا بمشاركة رئيس المجلس الأوروبي، ورئيس المفوضية الأوروبية. ويعتبر اجتماع أمس تحضيريًّا لاجتماع زعماء الدول السبع الصناعية، المزمع عقده في يونيو المقبل في مدينة ميونخ الألمانية. من جهة أخرى قال مسؤولون، إن قوات موالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا شنت غارات جوية أمس قرب العاصمة طرابلس، التي يسيطر خصومها عليها فيما تنطلق محادثات سلام بشأن ليبيا برعاية الأممالمتحدة في المغرب. وتتصارع حكومتان إحداهما تباشر عملها من الشرق والأخرى مقرها طرابلس على السيطرة في ليبيا، ويتبادل الجانبان شن الغارات الجوية بعد أربع سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي. وقالت قوى غربية من بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك، إن مبعوث الأممالمتحدة الخاص في ليبيا برناردينو ليون، سيستضيف جولة جديدة من المحادثات في المغرب أمس. وقال محمد الحجازي المتحدث باسم قوات الجيش الموالية للحكومة المعترف بها دوليا برئاسة عبد الله الثني، إن طائرات حربية هاجمت مطار معيتيقة في طرابلس وأهدافا أخرى في غرب ليبيا. وأضاف أن الغارات جزء من حملة تشنها القوات على الإرهاب. وقال عبدالسلام بوعمود وهو مدير قسم الإعلام والتوثيق في مطارمعيتيقة، إن الطائرات لم تصب المطار. وقال مصدر أمني إن بطارية صواريخ كانت على بعد نحو عشر كيلومترات من المطار على مشارف طرابلس أصيبت. وتعمل الحكومة والبرلمان المنتخبان من شرق البلاد منذ أن سيطرفصيل يعرف باسم فجر ليبيا على العاصمة طرابلس في أغسطس، وشكل حكومة خاصة به، وأعاد العمل ببرلمان سابق. وتهدف محادثات الأممالمتحدة إلى إقناع الطرفين بتشكيل حكومة وحدة ووقف دائم لإطلاق النار. ويقول زعماء غربيون إن المفاوضات هي السبيل الوحيد لإنهاء الفوضى في ليبيا، حيث سيطر متشددون بايعوا تنظيم «داعش» على أراض مستغلين الفراغ الأمني مثلما فعلوا في سوريا والعراق. وتواجه الحكومتان انقسامات داخلية ويهيمن عليهما مقاتلون سابقون ساهموا في الإطاحة بالقذافي، لكنهم يتحاربون الآن على السيطرة.