أجرت الفصائل المتصارعة في ليبيا محادثات تدعمها الأممالمتحدة في المغرب يوم الخميس في مسعى لإنهاء الصراع بين حكومتين متنافستين يهدد بانزلاق البلد المنتج للنفط إلى هاوية الحرب الأهلية. وكانت الضربات الجوية المتبادلة من جانب القوات المتنافسة قد تصاعدت قبل مفاوضات الخميس حيث تشعر حكومات غربية بالقلق من أن يؤدي انتشار الفوضى إلى تعزيز موقف المتشددين الإسلاميين مما شكل خطرا على أوروبا عبر البحر المتوسط. وتقوم الحكومة المعترف بها دوليا ومجلس النواب المنتخب بمهام عملهما من شرق البلاد منذ أن سيطر تحالف مسلح يعرف باسم فجر ليبيا على العاصمة في الصيف وشكل حكومته الخاصة. ويتمتع الجانبان بدعم تحالفات مسلحة لمقاتلين سابقين قاتلوا جنبا إلى جنب للإطاحة بمعمر القذافي في 2011 ثم اختلفوا في وقت لاحق بشأن السيطرة على الثروة النفطية. ويرى مسؤولون غربيون أن محادثات الأممالمتحدة هي الأمل الوحيد لتشكيل حكومة وحدة ووقف القتال لكن محادثات سابقة لم تسفر عن تقدم يذكر. وقال المتحدث باسم بعثة ليبيا لدى الأممالمتحدة سمير غطاس إن الأطراف الرئيسية موجوة في المحادثات مشيرا إلى أن كل من تمت دعوتهم حضروا في بادرة طيبة للحوار. واجتمعت الوفود في مدينة الصخيرات الساحلية قرب الرباط بشكل منفصل مع وسطاء الأممالمتحدة. وقال ممثلو طرابلس إن إحدى النقاط الحساسة ستتعلق بالدور الذي سيلعبه خليفة حفتر وهو حليف سابق للقذافي بدأ العام الماضي حملة عسكرية ضد المتشددين الإسلاميين في بنغازي وعينته الحكومة المعترف بها دوليا قائدا للجيش مؤخرا. ويشعر جيران ليبيا في شمال أفريقيا بالقلق من امتداد الصراع ومن تنامي خطر المتشددين الإسلاميين الذين أعلنوا ولاءهم لتنظيم الدولة الإسلامية. وقبل قليل من بدء محادثات المغرب قالت القوات الليبية التابعة للحكومة المعترف بها دوليا إنها ستوقف الغارات الجوية لمدة ثلاثة ايام. وعلى مدى ثلاثة أيام شنت طائرات حربية من الفصيلين غارات على مطار معيتيقة وموانيء نفطية في الشرق ومطار ببلدة الزنتان الغربية لكن دون حدوث أضرار جسيمة. وأعلنت ليبيا حالة القوة القاهرة وأوقفت الإنتاج في 11 حقلا نفطيا في وقت متأخر يوم الأربعاء بسبب تدهور الوضع الأمني بعدما سيطر مقاتلون إسلاميون على حقلي الباهي والمبروك في حوض سرت بوسط البلاد. وتسبب القتال بالفعل في إغلاق ميناءين نفطيين مهمين هما راس لانوف والسدر. ويبلغ إنتاج ليبيا في الوقت الحالي نحو 400 ألف برميل يوميا أي أقل كثيرا من نصف الانتاج قبل الانتفاضة الذي كان 1.6 مليون برميل يوميا. وانسحب معظم الدبلوماسيين والشركات الأجنبية من ليبيا في الصيف عندما تصاعد العنف. وسيطرت جماعة فجر ليبيا التي تضم كتائب سابقة من مقاتلي المعارضة معظمها موالية لمدينة مصراتة على العاصمة طرابلس.