نفهم أن يطل علينا مذيع أو محلل سياسي يلهج برطانة عربية يستنفر ويتكالب لنصرة مرجعيته.. كما نتفهم وإن على مضض إطلالة زعيق عروبي فصيح يندد بالعرب والمسلمين فيما عروبته متجذرة تتحدر في القدم.. عزاؤنا أن هؤلاء المستعربين وأولئك العرب «الأصلاء» يطبلون لمرجعياتهم عبر قنوات أجنبية بقطع النظر أكانوا مرتزقة أو مرتدين عن عروبتهم ومستنكرين تنشئتهم، لكن ما لا نفهمه ولا يمكن قبوله أن يمارس هؤلاء الغوغائيون ترهاتهم وأراجيفهم من قنوات عربية الهوية وتخضع لسيادة دولة عربية.. مناسبة هذا الحديث أنه مذ بدأت «عاصفة الحزم» كثر اللغط من قبل المستعربة والعرب الجاحدين الناكرين لعروبتهم فأخذوا يتطاولون ويسوفون على العرب والمسلمين بلسان عربي ورسم فارسي بغيض.. لسنا في هذا الوارد ضد حرية الرأي، واستطراداً لسنا في سياق استمالة هؤلاء المستنكرين لعروبتهم بغية عدولهم عن مرجعياتهم التي طغت ورجحت على انصهارهم ومعايشتهم للعرب والمسلمين، فهذا شأنهم، لكن أسفنا وعتبنا الشديد على القنوات العربية في قعر بلدان عربية تفتح فضاءها برحابة لمن يشتمون العرب والمسلمين بلسان عربي وبمرجعية وهواء «فارسي».. السؤال: هل تسمح القنوات الإيرانية وملحقاتها أو حتى من يقتاتون على فتاتها أن ينبس إعلامي «عربي أو مستعرب» ببنت شفة مندداً بالنظام الإيراني! فما بال الأمر لو افترضنا جدلاً كان تنديداً أو شتماً لجهة فارسية!.. ما بالنا نستجلب وبصفاقة وعدمية من يستهزئ بعروبتنا في بيوتنا وبألسنتنا.. أليس ذلك بعار علينا؟.