يلتقي وزراء، ومسؤولون كبار في وزارات خارجية الدول الأوروبية، ودول حوض المتوسط اليوم في برشلونة للبحث في مشاريع إنمائية متوسطة الأمد، تسمح بالحد من تصاعد الإرهاب. وفي اجتماع غير رسمي ليوم واحد ستبحث وفود الدول ال 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، و8 دول في حوض البحر المتوسط كيفية تعزيز التعاون لمواجهة التحديات الراهنة، المتمثلة في «التطرف والإرهاب والأمن الطاقوي والهجرة السرية»، كما أعلن المفوض الأوروبي المكلف ب «سياسة الجوار» للاتحاد الأوروبي والتوسيع يوهانس هان. وسيترأس الأخير اللقاء مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني. وقال مصدر ديبلوماسي «إن الفكرة تكمن في كيفية الرد هنا، وعلى الفور، على تخوف البلدان المتوسطية من الخطر الإرهابي. لكن هذه المساعدة غير ناجعة إلا في حال تطوير بنى في الوقت نفسه من أجل وقف الانجذاب نحو الإرهاب من خلال تلبية حاجات الشعب». ولفت الديبلوماسي نفسه، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن «سياسة الجوار الأوروبية تكلف مبلغ 16 مليار يورو بين 2014 و2020، سيكرس ثلثاه لبلدان الجنوب». والهدف هو وقف التشرذم، وتحديد محاور أولوية، ومشاريع بنى تحتية واضحة مثل: محطات طاقة هوائية في المغرب، وعدم اعتبار هذه الدول بعد الآن مجموعةً متجانسة تُطبق عليها نفس الوصفات. فبالنسبة لتونس على سبيل المثال هناك محوران: تدريب موظفين في قطاع الأمن، وتنفيذ مشاريع زراعية أو لتحلية المياه في وسط البلاد، حيث يوجد «بؤر ذات ميل جهادي». وتابع الديبلوماسي أن الأمر يتعلق أيضاً ب «محاربة، واحتواء المجموعات الإرهابية، التي تتموَّل من تهريب البشر في البحر المتوسط، في تونس، ومصر». وهذا اللقاء هو الأول على هذا المستوى منذ إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط في عام 2008، الذي يضم 43 بلداً، كما تؤكد مصادر ديبلوماسية. وأوضح ديبلوماسي إسباني أنه لم يكن ممكناً عقد مثل هذا الاجتماع حتى الآن بسبب «تبعات النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني خصوصاً». ومن المتوقع أن يرسل الإسرائيليون نائب وزير الخارجية على غرار المغاربة، فيما يُرتقب أن يُمثل فلسطين، وتونس، ولبنان، والجزائر، والأردن، ومصر، وزراء الخارجية، بحسب المصدر نفسه. ولن تشارك في اللقاء كل من سوريا، التي يفرض الاتحاد الأوروبي على نظامها برئاسة بشار الأسد عقوبات، وليبيا، التي تشهد حالة من الفوضى. أما في الجانب الأوروبي فينتظر مشاركة 22 وزيراً، و5 نواب وزراء «اليونان، بلغاريا، فنلندا، ليتوانيا، إيرلندا»، إضافة إلى مدير عام يمثل البريطانيين، المنهمكين بالتحضير لانتخابات تشريعية. وسيستقبل رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، ورئيس منطقة كاتالونيا أرتور ماس، في الصباح، الضيوف في برشلونة، قبل أن يتوزعوا على مجموعتين لعقد جلسة عمل يتبعها غداء. ومن المقرر عقد اجتماع متابعة على المستوى الإقليمي في يونيو المقبل في لبنان.