أنهى رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي زيارته الرسمية للمغرب، بعد استقباله من طرف الملك محمد السادس، وإجرائه مباحثات مع نظيره المغربي عبد الإله بنكيران. وهي الزيارة التي لم تخرج عن سياق التطمينات التي دأب رؤساء الحكومات بين البلدين على تقديمها لبعضهما البعض في عرف ديبلوماسي لا يخلو من مجاملات. وأكد رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بنكيران خلال مؤتمر صحفي حضرته «الشرق» أن «اللقاء كان مثمرا وناجحا. وتم الاتفاق خلاله على مواصلة الاتصالات وتكثيفها، وتعميق التعاون في مختلف المجالات. مشيرا إلى أن اللقاء تميز بالوضوح والصراحة، وستتلوه مستقبلا سلسلة من اللقاءات لتكريس العلاقات الطيبة بين البلدين» من ضمنها لقاءات على أعلى مستوى». وبدا بنكيران منشرحا خلال المؤتمر، بداعي أن اللقاء بنظيره الإسباني حقق ما كان مرجوّا منه. وإن لم يرد الإفصاح عن المحاور التي تم الوقوف عليها بالتدقيق، خاصة وأن مجموعة من الأسئلة ظلت عالقة، وتم الرد عليها بطرق ديبلوماسية لم تشبع نهم الإعلاميين الذين قاموا بتغطيتها. مصادر «الشرق» أكدت أن لقاء الجانبين تطرق بالأساس إلى سبل تقوية التعاون الاقتصادي، خاصة في الشق المتعلق بالصيد البحري، على اعتبار أن أسبانيا تبقى المتضرر الأكبر من تعليق الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي الذي صوّت بعدم تجديدها. وهو ما أشعل فتيل الغضب لدى الصيادين الأسبان الذين يطالبون بالعودة إلى المياه المغربية، بنفس الشروط السابقة. وأكدت المصادر ذاتها أن راخوي طمأن بنكيران، بأنه سيكون مدافعا عن المغرب أمام الاتحاد الأوروبي لانتزاع اتفاقية جديدة تلائم متطلبات الرباط، وهو ما ترجمه المسؤول المغربي حين قال» لا نملك إلا أن نهنئ أنفسنا كبلدين، على هذه الانطلاقة الجيدة، حتى تكون علاقاتنا كما يجب أن تكون بين جارين لا يريد الواحد منهما للآخر إلا الخير». وفي الجانب الآخر، أكد ماريانو راخوي الذي اعتبر نفسه صديقا للمغرب، أن بلاده «ستكون بجانب المغرب لتحقيق إصلاحاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفتح صفحة جديدة عن طريق تمتين علاقات الصداقة وحسن الجوار بين الرباط ومدريد». مؤكدا أن «أمن واستقرار وازدهار المغرب هو من أمن واستقرار وازدهار إسبانيا، و أن ما يجمع هو أكثر بكثير مما قد يفرق». وكشف راخوي عن كون المباحثات أفضت إلى الاتفاق على عقد اجتماع رفيع المستوى خلال هذه السنة بين حكومتي البلدين في قمة ستتزامن مع الذكرى ال 21 لتوقيع معاهدة الصداقة وحسن الجوار بين البلدين، التي ستمكن من تعزيز أواصر التعاون الثنائي. و دعا إلى التأسيس ل «تعاون اقتصادي أكثر عمقا بانخراط أكبر للمجتمع المدني». اللافت أن المباحثات بين الجانبين لم تخض بشكل مطول في الملفات الشائكة، وهو ما علقت عليه مصادر « الشرق» بالقول إن الأمر متروك للاجتماع المرتقب للجنة المشتركة الإسبانية المغربية التي ستعقد اجتماعاتها في غضون أشهر قليلة.