يأمل انتونيو كونتي أن يحقق عودة ناجحة إلى ملعب فريقه السابق يوفنتوس، وذلك عندما يقود منتخب إيطاليا في مباراته الودية الصعبة اليوم الثلاثاء ضد إنجلترا على «يوفنتوس ستاديوم». ويعتبر كونتي من أساطير يوفنتوس بعدما تألق في صفوفه كلاعب، وأحرز معه لقب الدوري 5 مرات والكأس والكأس السوبر ودوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الأوروبي والكأس السوبر الأوروبية وكأس الإنتركونتيننتال مرة واحدة، ثم توج معه كمدرب بلقب الدوري 3 مرات والكأس السوبر مرتين قبل أن يتركه الصيف الماضي. ورغم استقباله بحفاوة من قبل جماهير «بيانكونيري»، الذين شاهدوه في شوارع تورينو بعد وصوله مع المنتخب، استعدادا لمواجهة الإنجليز في إعادة لمباراتهما في الدور الأول من مونديال البرازيل الصيف الماضي، حين فاز «أزوري» 1/2 لكن ذلك لم يجنبه الخروج مع «الأسود الثلاثة» من الدور الأول، إلا أن كونتي يخشى أن يودع المدينة تحت صافرات الاستهجان، في حال لم يتمكن رجاله من تقديم المطلوب منهم. ولم يظهر المنتخب الإيطالي بالشكل المطلوب في المباراة التي خاضها السبت ضد بلغاريا (2/2)، في تصفيات كأس أوروبا 2016، حيث احتاج لهدف من البرازيلي الأصل ايدر مارتينيز لإدراك التعادل في الدقيقة 84 من المباراة، التي تقدم خلالها منذ الدقيقة 4 بهدف هدية من فيسلين مينيف، الذي حول الكرة في شباك بلاده، لكنه أنهى الشوط الأول متخلفا 2/1 بعد أن اهتزت شباكه بهدفين في غضون 6 دقائق. وبدا الدفاع الإيطالي ضعيفا في التعامل مع الهجمات المرتدة، ما دفع كونتي إلى استدعاء مدافع ميلان اينيازيو اباتي ومدافع انتر ميلان دافيدي سانتون لمواجهة إنجلترا، التي تقدم أداء مميزا حتى الآن في التصفيات القارية، حيث خرجت فائزة من جميع مبارياتها ال 5، آخرها على ليتوانيا 0/4 يوم الجمعة. «اهتزت شباكنا بهدفين بعد هجمتين مرتدتين، وهذا أمر يجب أن نعمل على تحسينه»، هذا ما قاله كونتي الذي بإمكانه أن يعتمد مجددا على الحارس القائد جانلويجي بوفون، الذي انسحب من مباراة السبت بسبب المرض. ولا تنحصر مشكلة كونتي في الدفاع والتعامل مع الهجمات المرتدة، بل المعضلة الأكبر بالنسبة له في الخط الأمامي بعد أن فشل مهاجما ساسوولو سيموني زازا وبوروسيا دورتموند الألماني تشيرو ايموبيلي في الوصول إلى الشباك خلال مباراة السبت في صوفيا. وقد يشعر كونتي بإغراء إدخال تعديلات بالجملة على تشكيلته الأساسية، في ظل وجود ايدر ومانولو غابياديني وغراتسيانو بيلي وفرانكو فاسكيز، الذين ينتظرون فرصتهم. ومن المؤكد أن مهمة كونتي الذي يحتل فريقه المركز الثاني في مجموعته، ضمن تصفيات كأس أوروبا وبفارق نقطتين خلف كرواتيا المتصدرة، فيما تبدو إنكلترا مرتاحة تماما في مجموعتها، حيث تتصدر بفارق 6 نقاط عن ملاحقتيها سويسرا وسلوفينيا، لن تكون سهلة وفي حال تلقي «ازوري» هزيمته الأولى أمام الإنجليز على أرضه منذ 24 مايو 1961 (3/2 في مباراة ودية أيضا)، سيصبح نجم وسط يوفنتوس السابق محط انتقادات الصحافة ووسائل الإعلام على حد سواء، خصوصا أن الإيطاليين لم يكونوا سعداء بقراره استدعاء البرازيلي الأصل ايدر، والأرجنتيني الأصل فاسكيز، على حساب لاعبين إيطاليين «أصليين». لكن قلب دفاع يوفنتوس جورجيو كلليني ساند مدربه الحالي والسابق، واعتبر أن الوقت حان لكي يمنح كونتي فرصة القيام بما يراه مناسبا، مضيفا «كونتي والمنتخب الإيطالي لا يستحقان الوجود في هذا الوضع (محط انتقاد)». وواصل «على الجميع النظر إلى المنتخب الوطني من زاوية مختلفة دون اللجوء دائما إلى الانتقاد، يجب السماح له (للمنتخب) بأن ينضج». ومن المؤكد أن المباراة ستكون حامية تماما، لأن الإنجليز سيسعون جاهدين لتجنب هزيمة سادسة متتالية أمام «ازوري»، الذي لم يخسر أمام «الأسود الثلاثة» منذ الرابع من يونيو1997 (0/2 على أرضه في لقاء ودي)، لكن فريق المدرب روي هودجسون سيفتقد خدمات داني ويلبيك للإصابة في ركبته، كما يحوم الشك حول مشاركة دانيال ستاريدج المصاب في وركه، ما سيفتح الباب أمام هاري كاين للمشاركة إلى جانب واين روني، وهذا الأمر سيمنح مهاجم توتنهام الشاب (21 عاما) تأكيد ما قدمه الأحد أمام ليتوانيا، حين افتتح سجله التهديفي في أول مباراة دولية له.