تستهوي قرية إزميل التراثية بمهرجان التراث والأسر المنتجة بالجبيل الصناعية الزوار الذين يحرصون على التعرف على المقتنيات الأثرية القديمة والأكلات الشعبية والحرف اليدوية والمقاهي الشعبية، فيما يعد متحف المقتنيات الأثرية من أهم أركان القرية لما يضمه من مقتنيات أثرية وصور قديمة وسيارات وسيوف وبنادق وخناجر وملبوسات شعبية تعود بعضها لأكثر من 200 سنة. وذكر نائب الرئيس التنفيذي لإدارة المشاريع بشركة إزميل فهد عبدالرحمن الجبر، أن قرية أزميل مدرسة لصون الهوية الوطنية تُعلم التراث لأبنائنا، وتُربيهم على الاعتزاز بتقاليدنا وقيمنا الأصيلة، والمحافظة على قيم الواقع البدوي وأساسيات العادات والتقاليد وسط مظاهر التحديث المغرية والزاهية، كما تستحضر التاريخ والتراث ليرويا معاً قصة الأمس وما بذله الآباء والأجداد من جهد وإرادة لا تلين، وأضاف «على الرغم أن دولتنا تُضاهي دول العالم المتحضر في الرقي والتقدم في كل ميدان، إلا أن فلسفة الصحراء تجعلنا دائماً في غاية الحماس والشوق للعودة إليها كلما تمكّنا من ذلك متشبثين بجذورنا وقيمنا». من جهته، أشاد قائد قطاع حرس الحدود بالجبيل السابق العميد عبدالعزيز الغامدي بتنظيم وتنوع فعاليات القرية على أيدي شباب الوطن، مؤكداً أن ذلك يدعو للفخر والاعتزاز، وأضاف «القرية توازي مهرجانات المملكة كافة، وتعد في المقدمة من بينها، وأنا لأول مرة أزورها وتجولت في فعالياتها وأجنحتها المختلفة التي تذكرنا بزمن الآباء والأجداد وتعايشنا هنا كما نحن في مهرجان الجنادرية ولكن بصورة مصغرة تخص المنطقة». وقدم شكره لرجل الأعمال عبدالرحمن بن فهد الجبر على الجهود المبذولة وجميع العاملين في القرية على حُسن استقبالهم وضيافتهم وحُسن التنظيم الذي تقوم عليه سواعد وطنية. إلى ذلك، أكد مدير أعلى إدارة التدريب والتطوير بسابك المهندس جاسم الهارون، أن القرية إتاحت الفرصة للزوار العرب والأجانب على وجه الخصوص بالتمتع بأصالة العادات والتقاليد السعودية وإحيائها والاهتمام بالحِرف والصناعات اليدوية وتسويقها محلياً وخارجياً، وتشجيع الأبناء على تعلمها وممارستها وتنمية مهاراتهم، وتحفيز الجيل الجديد على اكتساب حرف الآباء والأجداد، إضافة إلى تشجيع من كبار السن على توريث هذه الحِرف الأصيلة، مشيداً بالجهود والدعم المتواصل من جميع العاملين بالقرية. في السياق نفسه، ألقى الشاعر مبارك فايز السبيعي عدداً من القصائد في مجلس الليوان «مكان تجمع ضيوف القرية من مسؤولين وكبار الزوار»، نالت استحسان الجمهور. وأكد أن قرية إزميل تُوثق الصلة بين الماضي والحاضر، والحرص على صون التراث العريق في نفس الوقت والمحافظة على الحرف اليدوية التقليدية والترويج لها بما يضمن بقاءها واستدامتها على المدى البعيد، وقال «سعدت بما شاهدته في القرية من تطور مذهل يختلف عن السنوات الماضية، وهذا يؤكد الاهتمام الكبير الذي تولية إزميل للقرية لظهورها بالمظهر المناسب».