أجمع عدد من زوار قرية إزميل التراثية المقامة حالياً في مهرجان التراث والأسر المنتجة بالجبيل وتواصل فعالياتها يومياً، على نجاح القرية، ومساهمتها في تعريف زوارها بالتراث الوطني، وبالموروث الشعبي للمملكة، وتنميته والمحافظة عليه من الاندثار. وأبدوا إعجابهم الشديد بالحرف والمأكولات الشعبية، مؤكدين أنها تضم تشكيلة رائعة من أشكال الإبداع الشعبي بالمنطقة، إضافة إلى المشاركة النسائية الواسعة فيها، مطالبين بالتوسع في إقامة مثل هذه التربية خلال الأعوام المقبلة. وأشادوا بالجهود التي يقدمها رجل الأعمال عبدالرحمن فهد الجبر في خدمة وطنه وأبناء وطنه من خلال أعماله الخيرية، التي يهدف من خلالها لتنمية أفراد المجتمع السعودي وتهيئتهم لسوق العمل، حيث يسعى من خلال مبادرته إلى النهوض بمستوى الفرد وتحسين دخل الأسر والدعم اللامحدود للأسرة المنتجة والحرفيين. واسترجع أيمن الشمراني «77 سنة» ذاكرته وهو يشاهد أكثر من 20 حرفياً وحرفية في قرية إزميل التراثية، إلى قرابة 65 عاماً عندما كان عمره 12 سنة وكان يمارس مع والده التجارة، والبناء بالطين، ويتمنى لو أن هذه السنوات تعود من جديد حيث البساطة في الحياة. ويتفق سلمان الطويرقي «80 سنة» مع أيمن في أن القرية تسترجع بكبار السن مسيرة الزمن، مؤكداً أنها فرصة جيدة، حيث يصطحب فيها كبار السن أولادهم وأحفادهم للقرية وتعريف الجيل الجديد بطرق المعيشة التي كان الآباء والأجداد يزاولونها في ذلك الوقت، مشيراً إلى أن بعض الأبناء يرفض مواصلة بعض المهن التي كان يزاولها آباؤهم وأجدادهم رغم أنها مهن شريفة ولا تقلل من مكانة الإنسان، ولا تمس شرفه أو دينه، وأضاف «هذا فيه إجحاف لمهن الآباء الذين قد يكون سبب غناهم بعد الله هو هذه المهن». وتمنى الطويرقي أن تحقق الهيئة الملكية أمنيات كثير من كبار السن بإيجاد أسواق دائمة للحرف في الجبيل بحيث تحقق المحافظة على هذه المهن من الاندثار، وتعريف الشباب بمهن آبائهم وأجدادهم. أما عبدالله عائض الحمد «16 سنة» وأتى لزيارة المهرجان من الكويت، فأبدى إعجابه بفكرة القرية التي شبهها بالأسواق التي تقام على هامش سباقات الهجن في دولة الكويت، ولكن بصورة وبتنوع أكبر من خلال هذا الجمع الكبير للحرفيين والحرفيات. وقالت الطفلة عائشة العامري ل«الشرق»، إن سعادتها لا تقدر بثمن، حيث قضت وقتاً جميلاً في القرية التراثية، وتعلمت أشياء إيجابية ستستفيد منها في المستقبل وستحدث بها إخوتها وعائلتها. من جهة أخرى، زار وفد من السفارة الأمريكية بالظهران قرية أزميل التراثية أمس الأول، وتجولوا في ركن التراث والآثار والتحف بالقرية، واطلعوا على جميع الحرف اليدوية بالقرية، كما ارتدوا الزي الشعبي وتناولوا بعض المأكولات الشعبية. وأبدى الوفد إعجابه بالقرية وما تضمه من تراث سعودي أصيل، مؤكدين خلال حديثهم ل «الشرق» أن سعادتهم كبيرة حين يرون الاهتمام بالموروث الشعبي بمثل هذه المهرجانات التي تجسد الماضي العريق. يذكر أن مجلس الليوان هو مكان تجمع ضيوف القرية من مسؤولين وكبار الزور، حيث يستقبل عبدالرحمن الجبر ومسؤولو القرية الضيوف فيه، ومن أهم الزيارات التي سجلتها القرية تشريف أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف لها خلال رعايته حفل الزواج الجماعي، كما زارها وفد السفارة الأمريكية بالظهران، وسيزورها اليوم وفد من رابطة إعلاميي الجبيل وإعلاميي الشرقية.