«أنا آسف» قد تنهي هذه العبارة مشكلة قد حدثت، وقد تبدأ مشكلة أخرى بها، الاختلاف يكمن في صياغة هذه العبارة ووقتها وأسلوبها. فبعض الأشخاص عند نطقه كلمة آسف يظهر ندامته على ما حدث حتى يرضي الشخص المخطأ في حقه، وبعضهم ينطق الكلمة وكأن الحجارة على لسانه أرغمته على نطقها دون شعوره بالذنب، مما يجعله يستسهل تكرار الخطأ. للاعتذار تاريخ صلاحية؛ فعند حدوث الخطأ بادر بالاعتذار وامنح الشخص المخطأ في حقه حرية القبول أو الرفض، فالاعتذار المتأخر قد لا يظهر ندامتك واهتمامك، وقد لا يُقبل منك، فكلما أسرعنا بالاعتذار كان ذلك أفضل؛ لأنه بمنزلة مسح للخطأ وفتح صفحة جديدة تقوي بها علاقتك عندما تخطئ. يقول ستيفن آر كوفي «الاعتذار يجب أن يحوي أموراً أولها الوعي بأن شيئاً قد حدث، وثانيها مساءلة للضمير واستثارة للشعور الأخلاقي، ثالثاً أن هناك تصرفاً فعلياً يضم هذه النقاط، وإذا تجاهلت هذه الأمور فسوف تنهار جهودك، وينتهي بك الحال وأنت تحاول الدفاع عن ذاتك وتبرر موقفك أو تغطي أسلوبك الهجومي بأي طريقة لكن اعتذارك سيكون سطحياً وليس صادقاً». ومن شيم الكبار الاعتذار؛ فهم لا يرون فيه أي كسر لكبريائهم أو ضعف في شخصياتهم بل هو قوة تساعدهم في الحفاظ على علاقاتهم؛ لذلك هو صفة حميدة يجب أن تغرس في الطفل منذ الصغر حتى ينشأ عليها ويكسب ثقته بنفسه ويعترف بخطئه إن أخطأ ويعتذر. بعض الأشخاص أصبح لديهم مفهوم خاطئ عن الاعتذار مما يجعلهم يفقدون كثيراً من علاقاتهم بسبب عدم تنازلهم واعترافهم بالخطأ عند ارتكابه واعتذارهم من الشخص المخطأ في حقه، وقد تعتبر هدية أو وردة بسيطة وكلمة حب بمنزلة اعتذار، فكلما أخطأت اعترف بخطئك واعتذر بالأسلوب المناسب لك.